رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

بالصور| "ريهام" أول رحالة مصرية.. تحلم بتسلق القمم الجبلية

كتب: نهال سليمان -

02:01 م | الخميس 07 مارس 2019

ريهام أبو بكر: أصغر مؤسسة لشركة سياحة جغرافية وبيئية

استغلت ابنة طنطا بمحافظة الغربية دراستها للجغرافيا، لتتجول في كل شبر في مصر أثناء الدراسة حتى تخرجت في كلية الآداب في عام 2010، فسافرت حتى أقصى النقاط الحدودية الجنوبية في قرية رأس حدربة، وكانت أول بنت مصرية تستطيع أن تدخل محمية جبل علبة منفردة بدون دعم من هيئة أو جامعة لاستخراج التصاريح الأمنية، فحازت لقب "أول رحالة مصرية".

ريهام أبو بكر، 30 عاما، جعلت من شغفها عملًا تنشر به ثقافة السياحة الجغرافية والبيئية من خلال تنظيم رحلات إلى بقاع مصر التي لا يزورها أحد، مستندة على خرائط جغرافية تحفظها عن ظهر قلب، وتثري الجولات السياحية بما تعلمته، وبحكايات وفعاليات تنظمها بالتعاون مع السكان المحليين لكل مزار، بهدف فتح آفاق جديدة لزيادة دخل أهل أماكن تراثية وطبيعية، يجدون الكثير من التهميش، فكان ذلك دافعا لتُؤسس "منظمة رحالة للتنمية المستدامة".

من خلال جولات "ريهام" التمست ضعف في الخدمات المقدمة لأهالي أماكن عشقتها وتسعى أن يزورها العالم كله، فوجدت الحل في التنمية المستدامة من خلال 8 برامج مسؤولية اجتماعية، تقدمها ومعها بعض المتطوعين، بالإضافة لعملائها ممن لديهم شغف السفر والترحال من أجل المعرفة الجغرافية، مثل برنامج "عطاء"، لتقديم مساعدات عينية ومادية لساكني الصحراء والعشوائيات في الشتاء وفي شهر رمضان، وبرنامج "علمني"، لتعليم الأطفال وتوزيع أدوات مدرسية وتكريم المتفوقين في حلايب.

بالإضافة لبرنامج "بذرة خير"، الذي يهدف إلى المساعدة في تنمية زراعات مستدامة واقتصادية تناسب الطبيعة الجغرافية لكل مكان والمناخ، ومصدر المياه المتوفرة بحيث لا يحدث خلل بيئي، فضلا عن برنامج "قطرة مياه"، ومن خلاله يتم حفر آبار مياه وعمل وحدات التحلية في الأماكن البعيدة عن النيل، وأيضا برنامج "استكشف"، الذي يهدف إلى إتاحة رحلات مجانية للأطفال، وبرنامج الدوَّار لاستبدال الخيم ببيوت على الطراز البيئي والتراثي لكل منطقة جغرافية باستخدام المواد الخام بها.

من طنطا إلى جنوب سيناء، باستخدام السيارة فالمسافة تصبح 560 كم تقريبا، لكن أول رحالة مصرية تحلم أن تصل من مسقط رأسها إلى أطفال سيناء سيرا على الأقدام لتقطع 1000 كم عبر طرق ملتوية تجوب خلالها قُرى ومدن ونجوع وضعتها على خريطتها، واختارتها بعناية، وقد تمكنت من جمع مقتنيات وتصوير عادات المصريين في كل مزار لتصل إلى وجهتها، وقد جمعت خبرات ومعلومات كثيرة تعرضها على أطفال جنوب سيناء الذين لن يستطيعوا الخروج من بلادهم.

وبحسب "ريهام" في حديثها لـ"الوطن" قالت: "عايزة أوصل السياحة للأطفال اللي مش هيقدروا يزوروا أماكن كتير حلوة في بلدهم بسبب البعد الجغرافي، فقررت أنقل صور الأماكن والعادات لأطفال جنوب سيناء وفعلا بدأت السنة اللي فاتت الرحلة لكن توقفت في أول 30 كيلو بسبب حادثة وإن شاء الله أنفذها السنة دي بس محتاجة دعم من جهة زي اليونيسيف وخصوصا إنه نشاط موجه للأطفال".

وتابعت: "مع كل رحلة بنظمها من خلال شركتي ومنظمة رحالة للتنمية المستدامة اللي فضلت اشتغل فيهم لوحدي سنتين بلقى الناس عايزين يعرفوا أكتر ومرة مهندس عنده 77 سنة قالي هو وزوجته شكرا من كل قلوبنا إنك خلتينا نزور أماكن كنا بندور على حد ينظم لها رحلة، ووجوه الأطفال والسعادة باينة عليهم وأهل مثلث الجنوب وهما بيستنوني أروح كل شتاء برحلاتي كل دة بيخليني عايزة أكمل وبيهون كل صعب عليا لحد ما بقى معايا فريق عنده نفس شغفي بالجغرافيا والجيولوجيا، فنظموا رحلات وفعاليات في أماكن غير معروفة للكثير مثل كف الصدنين في جنوب غرب مدينة القصير في الصحراء الشرقية والذي يعود تاريخه إلى 100 مليون سنة إلى العصر الحجري".

وزارت الرحالة أيضا منجم "الزمرد" في محمية وادي الجمال، والذي يعود للعهد الروماني، ووادي البطيخ، وديما السباع، وقصور العرب في الفيوم، وغير ذلك الكثير من الزيارات المدعمة بالشرح تحت شعار "الترحال ترحال الذات والعقل، وليس ترحال البدن".

ريهام أبو بكر تركت العمل في إحدى شركات البترول لتعمل كمساعد خبير في هيئة التخطيط العمراني وتتركها هي الأخرى بعد 7 شهور فقط بعد أن استاءت من الروتين، وعدم وجود وقت كافٍ للسفر والماجستير لتواجه المجهول، لكن شغفها بالسفر والجغرافيا جعلها تسعى لتكون أصغر مؤسسة لشركة سياحة جغرافية وبيئية، وأول بنت رحالة مصرية، فدعاها سفير إندونيسيا لحضور مؤتمر سياحي في بلاده، فنفذت رحلات أخرى في أندونيسيا كتلك التي نفذتها في مصر مرتكزًا على السكان المحليين وحرفهم.

ترى الرحالة المصرية أن السياحة ليست فقط بزيارة معتادة للمكان وإنما بترك بصمة تخدم أهله واحتكاك بالثقافة الحقيقية وتبادل معارف العادات والتقاليد، وتحلم بأن تتمكن من تسلق كل القمم الجبلية في مصر وليست فقط الجبال المعروفة للجميع.