عاد الزوج من عمله مرهقًا، حاول تفادي التفكير في أي من مشاغله، ففي الصباح وبعدما دخل ورشته مبكرًا وجد صبيانه يتحدثون عن "هدوم العيد وكعك العيد"، حينها تذكر أن العيد على الأبواب، صاح فيهم بحّدة وانفعال حتى ينتبه كل منهم لما في يده من أعمال، رغم أن اليوم كان هادئا ولم تستقبل الورشة أي زبائن، انتبه لغضبه غير المبرر، الذي لازمه حتى المساء لغياب الرواج، أغلق ورشته وعاد أدراجه إلى المنزل وجيوبه خاوية.

"عاوزين نجيب كعك للعيال" هكذا بادرته الزوجة بمجرد دخوله المنزل، حينها حاول كتمان غضبه، تجاهلها مرة، إلا أنَّها ألحت عليه فصرخ بوجهها رافضًا "مش معايا فلوس.. أجيبلكم منين.. مش لازم كعك"، إلا أن زوجته لم تجد رده عذرًا مقبولًا، وأصرّت عليه لشراء "الكعك" قائلة: "اتصرف.. مليش دعوة.. دي العلبة بـ75 جنيه"، لم يشعر الزوج بنفسه إلا وهو يلتقط "مقص" من أعلى المنضدة وينهال على زوجته ضربًا لتسقط غارقة في دمائها وتلفظ أنفاسها الأخيرة أما أطفالها الخمسة.

تلك القصة وقعت قبل عدة أشهر، وتحديدًا في عيد الفطر الماضي، مشاجرة نشبت بين زوجين على شراء كحك العيد، والذي تراوحت أسعاره حينئذ بين 30 جنيهًا و500 جنيه، طلبت الزوجة شراء "2 كيلو كعك"، لكن الزوج رفض معللًا ذلك بضيق ذات اليد، لكنها أصرّت على شراء الكحك بـ75 جنيهًا للكيلو ما أدى إلى مقتلها.

أخذ الزوج المقص الحديدي الكبير، وذبح زوجته أمام أطفالها، جريمة لم تتعد مدتها عدة دقائق، لكنها أودت بحياة زوجته، على مرأى ومسمع من أطفالها الخمسة، الزوجة البالغة من العمر 40 عامًا راحت ضحية المشاجرة العنيفة، وعصبية الزوج، وفق ما جاء في تحريات النيابة، وإدارة البحث الجنائي.

الزوج المتهم يدعى "ماهر. م"، يبلغ من العمر 48 عامًا يعمل "لحام"، فر هاربا فور جريمته، فأسرع الأطفال بالحديث مع الجيران عن مقتل والدتهم على يد أبيهم، ولعب الجيران دورًا في إبلاغ رجال الشرطة والمباحث للقبض على الزوج، وانتقلت قوة أمنية من مباحث القاهرة، إلى بيت الضحية وتبين أنَّ الجثة بها جرح ذبحي في الرقبة، وبمناقشة أبناء الضحية أكّدوا أنَّ والدهم قتل الأم بسبب مشاجرة على شراء "كعك العيد".

ألقت الشرطة القبض على المتهم في إحدى الشقق السكنية، واعترف بتفاصيل الواقعة قائلًا: "أنا كنت راجع من الشغل تعبان.. وبعدين هيا طلبت مني اشتري كعك العيد، وكان الكليو بحوالي 75 جنيه.. وعايزة تشتري كتير.. ومكنش معايا فلوس كفاية.. قلت ليها بلاش.. هيا أصرت على شراء الكحك واتخنقت معايا علىشان تاخد الفلوس.. مسكت فيها وبعدين لقيت نفسي مسكت المقص ودبحتها.. وهربت.. ده كل اللي حصل".

وبعد 10 أشهر من الجريمة، أصدرت النيابة قرارًا بإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية أمام الجنايات، وبعد تداول أوراق القضية عدة جلسات، قضت المحكمة بإعدام المتهم.