رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قاومت الاستعمار الفرنسي واحتجت على ولاية بوتفليقة..جميلة بوحيرد مناضلة كل العصور

كتب: آية أشرف -

10:00 م | الجمعة 01 مارس 2019

جميلة بوحيرد

لم يطوي التاريخ صفحاته بعد على أيقونة المقاومة والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، التي ساهمت بشكل مباشر في الثورة الجزائرية أثناء الاستعمار الفرنسي، في أواخر القرن العشرين. 

"الاسم جميلة بوحيرد.. رقم الزنزانة تسعونا.. في السجن الحربيّ بوهران..والعمر اثنان وعشرونا..عينان كقنديلي معبد والشعر العربيّ الأسود كالصيف كشلاّل الأحزان"، هكذا وصفها قديمًا نزار قباني.

وُلدت عام 1935، من أب جزائري، وأم تونسية، التحقت بمعهد الخياطة، هوت التفصيل، والرقص الكلاسيكي، وركوب الخيل، ولكن لم تمنعها هوياتها، بل وأنوثتها، من مواجهة الاحتلال الفرنسي، فكانت من أبرز المنضمون إلى إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية وهي في العشرين من عمرها، لتلتحق بصفوف الفدائيين، وتكن أول المتطوعات. 

أصبحت رمزًا للنضال بالعالم وفي الدول العربية على وجه الخصوص، حتى أن استقبلها الرئيس جمال عبد الناصر، عندما زارت  القاهرة " عام 1962 ومعها المناضلة برفقة زهرة أبو ظريف.

فالتاريخ لم ينسى أو يستثنى دورها، والحاضر لازال يسلط عليها الضوء، واليوم، ظهرت "بوحيرد" البالغة 84 عاما، من جديد وسط المتظاهرين وحولها نشطاء سياسيين، في نقاط مختلفة في العاصمة الجزائرية؛ للاحتجاج على ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسلطة مع بدء المسيرة من أمام مبنى البريد المركزي في وسط العاصمة، فيما لوحوا بالأعلام الجزائرية، فهي مناضلة "كل العصور" بمواقفها ضد الاستعمار الخارجي قديمًا، وولاية بوتفليقة اليوم: 

ويرصد "هُن" محطات في حياة "بوحيرد" النضالية: 

الاضطهاد المدرسي بسبب دفاعها عن الجزائر: 

اندلعت شرارة الوطنية لدى "جميلة" منذ الصغر، ففي الوقت الذي ردد الطلاب الجزائريون في طابور الصباح "فرنسا أُمُنا" كانت تصرخ بشدة قائلة: "الجزائر أًمُنا"، ليعاقبها حينها ناظر المدرسة الفرنسي. 

الانضمام إلى جبهة التحرير الوطني 

 انضمت الفتاة العشرينية، إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الإحتلال الفرنسي، بعدما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، ومن ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات التي اقتصر دورها حينها على كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية و"ياسيف السعدي" مندوب القيادة في المدينة. 

إصابتها بالرصاص وتعذيبها بالكهرباء: 

حاول الاستعمار الفرنسي، ملاحقة المناضلة الجزائرية، للوصول إلى "ياسيف السعدي"، حتى أصابوها بالرصاص في كتفها، عام 1957 لتسقط أرضًا على الفور، مع نزفها المستمر، ولم ينتهي الدرس إلى هذا الحد، فواصل جنود الاستعمار تعذيبها فور إفاقتها بالمستشفى للإفصاح عن مكان "السعدي"، وعندما رفضت، تعرضت لشتى التعذيب بالكهرباء، الذي كان يتسبب في غيابها عن الوعي في أوقات كثيرة، ولكن دون جدوى، فلم تستلم وفضلت تعذيبها عن الإفصاح عن مكان زملائها.

صمودها ثمنًا لقرار إعدامها:  

"أيها السادة، إنني أعلم أنكم ستحكمون علي بالإعدام، لأن أولئك الذين تخدمونهم يتشرفون لرؤية الدماء، ومع ذلك فأنا بريئة، ولقد استندتم في محاولتكم إدانتى إلى أقوال فتاه مريضة رفضتم عرضها على طبيب الأمراض العقلية بسبب مفهوم، وإلى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم أصله الحقيقى إلى اليوم، والحقيقة إنني أحب بلدي وأريد له الحرية، ولهذا أويد كفاح جبهة التحرير الوطنى، أنكم ستحكمون علي بالإعدام لهذا السبب وحده بعد أن عذبتموني، ولهذا السبب قتلتم أخواتي بن مهيرى وبومنجل وأضور، ولكنكم إذا تقتلونا لا تنسوا أنكم بهذا تقتلون تقاليد الحرية الفرنسية، ولا تنسوا أنكم بهذا تلطخون شرف بلادكم وتعرضون مستقبلها للخطر، ولا تنسوا أنكم لن تنجحو أبداً في منع الجزائر من الحصول على استقلالها" تلك الكلمات، رددتها "بوحيرد" خلال محاكمتها، فلم تجني المناضلة الشابة حينها ثمنًا لصمودها، وتحمل تعذيبها إلا قرارإعدامها، من قِبل الاحتلال الفرنسي.   

صمدت كعادتها، وضحكت داخل أركان المحكمة، ومن ثم ثار العالم ضد القرار، حتى إنه تم تأجيل قرار الإعدام نتيجة الضغط الخارجي والداخي، فنُقلت إلى سجن ريمس فى عام 1958، وتعمد الاستعمار إخفاء موعد أعدامها عن الإعلام، وتواطأت معهم وكالات الأبناء الاستعمارية، حتى تم تعديل الحكم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة. 

تحرير بوحيرد بالتزامن مع تحرير البلاد: 

عقب مرور 3 سنوات، من حبسها، تحررت الجزائر عام 1962، لتخرج المناضلة جميلة بوحيرد من السجن، وتتزوج حينها محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة 1965 الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد والذي أشهر إسلامه واتخد منصور إسماً له.

 

نضالها عقب الاستقلال:

لم يستمر نضال "جميلة" خلال الاستعمار الفرنسي فقط، فتولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري بعد الاستقلال، وكانت تناضل في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس أحمد بن بلة، حينها، ولكنها استقالت وتركت الساحة السياسية.