رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الطبيب ونجل الفنان" قتلا 5 أطفال فى مذبحتين ببولاق وكفر الشيخ.. "عشان يسبقونا للجنة"

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

02:15 م | الأربعاء 02 يناير 2019

الطبيب وأسرته

7أشهر فصلت ما بين جريمتين مأساويتان الأولي كانت وقت عيد الفطر ببولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة، والثانية، كانت نهاية العام، في حي سخا بمدينة كفر الشيخ.

الجريمة الأولى كانت قتل نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس، زوجته وأبنائه الاثنين خنقا، والثانية ذبح طبيب زوجته وأبنائه الثلاثة.

عند الكشف عن الجريمة الأولى قال "الأب"، وهو نجل الفنان المرسي أبوالعباس، والمتهم بقتل بناته الاثنين وزوجته خنقا داخل شقتهم في حي بولاق الدكرور غرب محافظة الجيزة، في عيد الفطر: "قتلتهم علشان يسبقوني للجنة".

وفي جريمة حي سخا قال الطبيب المنسوب إليه تهمة قتل زوجته وأبنائه الثلاثة: "دبحت أولادي خايف عليهم من البهدلة.. خفت على مستقبلهم بعد ما اتعدم بتهمة قتل مراتي.. قلت اريحهم من الدنيا.. دبحتهم".

أوراق الواقعتين احتوت على تفاصيل كثيرة، بينهما أن مرتكب الواقعة الأولى في الجيزة، كان يمر بأزمة نفسية سيئة بسبب تراكم الديون، ويتعاطى أقراصا مهدئة، والطبيب المتهم بقتل زوجته وأبنائه الثلاثة بسبب خلافات مع زوجته.

حين تشاهد الأحداث وكيفية الوصول إلى القاتل وكشف ملابسات الواقعة، تجد أن السيناريو يعيد نفسه مرة آخرى من عيد الفطر إلى بداية العام الحالي 2019 مع اختلاف الأماكن وعدد الضحايا.

التحريات والأدلة التي من خلالها تحدد هوية مرتكبي الواقعة، جاءت كالتالي:

- "قتلت أولادي علشان خايف عليهم من البهدلة"

كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من صباح أمس يوم الاثنين الماضي، فانطلقت صرخات من الطبيب أحمد عبد الله إثر قيامه بفتح باب شقته التي تقع بالطابق الخامس ببرج عمر بن الخطاب بحي سخا بمدينة كفر الشيخ، وأخذ يردد عبارات: "مراتي وعيالي ماتوا.. لقتهم مدبوحين في الشقة".

وصل فريق من مباحث إدارة البحث الجنائي بكفر الشيخ، إلى مكان الواقعة وجاءت المعاينة التي أجراها الضباط تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بالعثور على جثة الزوجة منى فتحي السجيني، أخصائية تحاليل، 30 عاما، وبجوارها جثة ابنتها "ليلى"، 5 أعوام، وفي غرفة النوم جثة الطفلين "عبدالله" 8 أعوام، و"عمر" 6 أعوام، وجميعهم مصابين بجرح ذبحي في الرقبة.

سجلت أيضا المعاينة التي أجرها الضباط تحت قيادة اللواء محمد عمار مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية عن أن الشقة عبارة عن 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ، وتبين عدم وجود آثار عنف في الشقة، وسلامة منافذ الشقة، مما يشير إلى أن الجاني دخل بطريقة مشروعة، فكلف اللواء علاء الدين سليم مدير الأمن العام ضباط من قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع ضباط كفر الشيخ لكشف ملابسات الواقعة.

وبعد مناقشة قاطني العقار وأسرة الضحايا، ومناقشة حارس العقار ومراجعة الكاميرات، فضلا عن إعادة مناقشة الزوج المبلغ عن الواقعة مرة أخرى، وبعد مرور 8 ساعات من البحث والتحري، توصلت القوات إلى أنه لا يوجد أي شخص غريب دخل أو خرج من العقار في وقت معاصر للجريمة، وسجلت التحريات إلى أن الجاني دخل بطريقة مشروعة إلى الشقة.

 وأشارت التحريات إلى أن الأب هو المشتبه فيه وتم استئذان النيابة العامة لمناقشته لكشف ملابسات الواقعة ودوافع المذبحة الأسرية، وذكر محضر الشرطة أن الأب أنكر في بداية الأمر صلته بالواقعة، وعندما تم مواجهته بما وصلت إليه التحريات بأنه لا توجد دوافع الجريمة، فلا يوجد سرقة أو بعثرة في محتويات الشقة وأقوال الشهود الذين أكدوا أنه لم يدخل أحد أو يخرج من العقار في وقت معاصر للجريمة فاعترف الأب قائلا: "أنا اللي دبحت مراتي بسبب خلافات معها.. وقلت أدبح العيال.. كنت خايف عليهم من بعدي أنا ومراتي".

وجاء في محضر الشرطة أن المتهم اعترف بتفاصيل الواقعة وذكر: "أنا كنت خايف على العيال من بعدنا من اللي هياخد باله منهم بعد ما أنا اتسجن قلت اقتلهم هما كانوا هيتبهدلوا من غيري أنا ومراتي.. أمهم اتقتلت وأبوهم اتعدم.. كانوا نايمين دبحتهم بكل هدوء".

- "عشان يسبقوني للجنة"

مشهد المناقشة الذي جمع مدير مباحث الدقهلية، والأب المنسوب إليه تهمة القتل العمد لطفلية في ميت سلسيل بالمحافظة، كان قد تكرر في عيد الفطر، وجمع بين اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث بالجيزة، و"صلاح"، نجل الفنان المرسي أبوالعباس، المنسوب إليه تهمة قتل بناته الاثنتين وزوجته خنقا لمروره بحالة نفسية سيئة بسبب تراكم الديون عليه بمنطقة بولاق الدكرور، بدأ بالزوجة، "هبة" 37 سنة، وخنقها بـ"إيشارب" وهي على سجادة الصلاة، ثم كتم نفس ابنته الصغرى، "حبيبة"، 10 سنوات، بمخدة، ثم خنق ابنته الكبرى، "جنة الله"، 14 سنة، بسلك تليفون، بسبب تراكم الديون عليه منذ 3 سنوات.

وادعى المتهم بقتل طفليه وزوجته أن مجهولا دخل الشقة وسرق مبلغ 340 ألف جنيه من الشقة، ولكن التحريات والآدلة كشفت تفاصيل الجريمة وأكدت أنه مرتكب الواقعة.

وجاءت تفاصيل المشهد، أنه بعد مرور 5 أيام من العمل من خلال جهات التحقيقات الأمنية والقضائية، بعد الإبلاغ عن تلك المذبحة، انتقل فريق من المباحث تحت إشراف اللواء محمد عبدالتواب نائب الإدارة العامة للمباحث، وأجرت القوات معاينة، وأظهرت المعاينة التي أجراها فريق من ضباط مباحث غرب الجيزة تحت قيادة رئيس مباحث بولاق الدكرور، وتبين سلامة منافذ الشقة التي تقع في الطابق الثالث بالعقار المكون من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ.

ووجد بمسرح الجريمة مشغولات ذهبية والهواتف المحمولة الخاصة بالضحايا، ما يؤكد أن الجاني دخل بطريقة شرعية، أيضا تلقى الضحايا اتصالات كثيرة في توقيت زمني قبل مغادرة الأب الشقة، حسب ما قال في محضر الشرطة في المناقشة الأولى، وهذا يكذب روايته.

التحريات أكدت أن الزوجة حسنة السمعة وليس لها اختلاط بأحد، وتتمتع بسيرة طيبة بين الجيران وسكان المنطقة، والكاميرات لم تلتقط أحدا دخل أو خرج من العقار في وقت معاصر للجريمة.

وجاء في التحريات، أن المبلغ المالي الذي أبلغ الأب أنه تم سرقته في أثناء ارتكاب الواقعة، تأكد أن الأب تحصل عليه قيمة بيع شقة "ميراث"، تم وضعه في حسابه وبدأ في تفعيله في البورصة.

تلك الأدلة بجانب أقوال أسرة الضحية، وأيضا الجيران، وأصدقاء الأب، تم مواجهته المتهم بها قرابة 7 ساعات متواصلة، والتي أكدت تورطه في ارتكاب الواقعة، وبعد تضيق الخناق عليه، اعترف بارتكاب الواقعة، وقال للواء رضا العمدة: "قتلتهم عشان يسبقوني للجنة".