رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

نجل الفنان مرسي أبو العباس المتهم بقتل أسرته: "بعتهم يسبقوني للجنة"

كتب: محمود الجارحى جيهان عبد العزيز -

06:01 م | الأربعاء 27 يونيو 2018

مذبحة بولاق الدكرور

"مذبحة العقار رقم 10"، هي قضية نبتت من أرض الواقع، الواقعة، مليئة بالأحداث المتدافعة، التي تسبق الجريمة، والأحداث المواكبة للجريمة، والغموض الذي يحيط الذي أحاط بها، حتى توصلت جهات التحقيق إلى القاتل بعد مرور 5 أيام.

حكاية حب في جامعة القاهرة:

قبل قرابة 15 عاما، كانت البداية للواقعة، كان هناك لقاء في كلية الآثار بين الطالب "صلاح المرسي أبو العباس"، وهو نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس الذي شارك في العديد من الأفلام السينمائية من بينها المشاركة في فيلم "ضد الحكومة"، مع الفنان الراحل أحمد زكي. كان آنذاك صلاح طالب في الفرقة الثالثة أعجب بالطالبة في الفرقة الاولي تدعي "هبة"، نظرات الإعجاب واللقاءات في الحياة الجامعية، زادت ترابط العلاقة، التي انتهت بالزواج بعد رفض الزوج من قبل أسرة الطالبة 3 مرات لكن إصرار الأخيرة على الزواج من نجل الفنان أجبر الأسرة على الموافقة، حسب أقوال "أسرة هبة" في تحريات المباحث.

العقار رقم 10:

عقب إتمام الزواج بين "صلاح"، و"هبة"، أقيم الاثنين في العقار رقم "10" المتفرع من شارع الملكة متفرع من شارع العشرين، بحي بولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة، العقار كان حديث الإنشاء وهو مملوك لشقيق الوزير السابق كمال أبو عيطة الذي شغل منصب وزير القوى العاملة في حكومة حازم الببلاوي عام 2013. وبسرعة توالت الأحداث وكانت الخلافات بسيطة وعادية مثل أي زوجين وإنجاب خلال الـ14 سنة بنتين هما "جنة الله" 14 سنة، و"حبيبة"، 10 سنوات، جنة الله تم تكريمها من قبل مدرسة الشروق الخاصة ضمن العشرة الأوائل في الشهادة الإعدادية هذا العام، وحصلت جنة الله على المركز السادس، طبقا لما جاء في تحريات المباحث، وأقوال المدرسين والعاملين بالمدرسة.

- الزوجة الثانية.. والطلاق:

قبل 3 سنوات، وقعت خلافات بين الزوج "صلاح"، وزوجته "هبة"، بسبب طلب الأول الانفصال عنها والزواج من إحدى صديقاته منذ أيام الجامعة، ولكن الزوجة اعترضت على الانفصال عنه وقالت له: "لو عايز تتجوز اتجوز مفيش عندي مشكلة.. بس بلاش طلاق علشان أعرف أربي الأولاد"، وبعد مرور فترة زمنية تعرض الزوج للخسارة المالية في البورصة في مبلغ مالي 350 ألف جنيه، وتراكمت عليه الديون وتراجع عن فكرة الزواج، وتسبب الخسارة في اكتئاب وبدأ في أخذ أدوية له، طبقا لما ورد على لسان الزوج "صلاح" في تحريات المباحث.

- الانتحار:

قبل عدة أشهر، فكر الزوج في الانتحار للهرب من الديون المتراكمة عليه، ولكنه نظر إلى مستقبل زوجته وأطفاله وشاهد أنهم سوف يتعرضون للضرر المادي والمعنوي، فقرر تأجيل الانتحار، ويوم الإثنين الماضي، وضع خطة أخرى، وقرر قتل أفراد أسرته واختلق واقعة سرقة مبلغ مالي من شقته للهرب من الديون وإبعاد الشك عنه، وبعد مرور فترة زمنية ينتحر لكي يتضح أن الانتحار بسبب حزنه على أسرته، لكن الأحداث التي دارت عقب الواقعة لم تكن في صالحه، تلك أجزاء من اعترافات "الزوج صلاح في محضر الشرطة".

- الجريمة:

كيف تمت المذبحة.. طبقا لما ورد في محضر الشرطة الذي جاء بيه اعترافات للزوج جاءت كالتالي: "أن يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، استغل نوم بناته وذلك لسهرهم للساعات الأولى من صباح اليوم بالتزامن مع نهاية الترم الثاني الدراسي وبداية الإجازة، وأيضا شاهد زوجته تقوم بأداء صلاة العصر، لم يتردد كثيرا، أخذ القرار بسرعة وقام بخنقها بإيشارب في أثناء سجودها على سجادة الصلاة، وحدثت بينهما شد وجذب حتى سقطت الزوجة جثة هامدة بين الدولاب وسرير غرفة النوم".

وجاء في اعترافات المتهم كما ورد في محضر الشرطة: "أنه عقب التخلص من زوجته توجه إلى غرفة ابنته حبيبة وكتم نفسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة في أثناء نومها على السرير، وعقب ذلك دخل غرفة ابنته جنة الله وخنقها بسلك تليفون، وعقب الانتهاء من الجريمة، جلس بهدوء في الشقة، وأخذ حمام وبدأ يفكر في اختلاق واقعة للهرب من الشرطة والديون المتراكمة عليه، وبعدما وضع خطة في ذهنه أنه يغادر الشقة ويشاهد مباراة مصر وروسيا وعقب انتهاء المباراة صعد إلى الشقة وانطلقت صراخاته ويخبر الجيران أن مجهولا داخل شقته وقتل أفراد أسرته واستولى على مبلغ 340 ألف جنيه ليبعد الشك عنه، حتى كشف القوات الجريمة وتوصلت إلى أنه وراء تلك المذبحة.

- أدلة إدانة الأب:

جاء اعتراف "الأب"، بعد 5 أيام من العمل من خلال جهات التحقيقات الأمنية والقضائية، بعد الإبلاغ عن تلك المذبحة، انتقل فريق من المباحث تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية، وأجرت القوات معاينة، وأظهرت المعاينة التي أجراها فريق من ضباط مباحث غرب الجيزة وضم كل من العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت وكيل فريق مباحث غرب الجيزة، والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت معاون المباحث، سلامة منافذ الشقة التى تقع فى الطابق الثالث بالعقار ومكون من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ، "مسرح الجريمة"، وجود مشغولات ذهبية والهواتف المحمولة الخاصة بالضحايا، ما يؤكد أن الجاني دخل بطريقة شرعية، أيضا تلقي الضحايا اتصالات كثير في توقيت زمني قبل مغادرة الأب الشقة حسب ما قال في محضر الشرطة في المناقشة الأولى، وهذا يكذب روايته.

التحريات التي قادها المقدم محمد الجوهري رئيس المباحث والرائد طارق مدحت معاون المباحث، أكدت أن الزوجة حسنة السمعة وليس لها اختلاط بأحد، وتتمتع بسيرة طيبة بين الجيران وسكان المنطقة، الكاميرات لم تلتقط أحدا داخل أو خارج من العقار في وقت معاصر للجريمة.

وجاء في التحريات أن المبلغ المالي الذي أبلغ الأب أنه تم سرقته في أثناء ارتكاب الواقعة، أكدت التحريات أن ذلك المبلغ الذى تحصل عليه الأب قيمة بيع شقة "ميراث"، تم وضعه في حسابه وبدأ في تفعيله في البورصة.

تلك الأدلة بجانب أقوال أسرة الضحية، وأيضا الجيران، وأصدقاء الأب، وضعها فريق البحث أمام مكتب اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، وعقب ذلك تم استئذان النيابة العامة لضبط الأب مشتبه فيه بارتكاب الواقعة، وتم ضبط الأب مرة أخرى واقتياده إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، ومثل أمام اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية، وبدأ في مناقشته ومواجهته قرابة 7 ساعات متواصلة بالأدلة والتحريات التى أكدت تورطه فى ارتكاب الواقعة، وبعد تضيق الخناق عليه، اعترف الأب بارتكاب الواقعة، وقال للواء محمد عبد التواب: "قتلتهم عشان يسبقوني للجنة".

ما جاء في محضر الشرطة من اعترافات المتهم والأدلة تم تقديمها للنيابة العامة، وأجرت نيابة حوادث جنوب الجيزة، تحقيقات مع الأب المتهم، أصدرت النيابة قرارا بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، ومن المقرر أن تصدر النيابة، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، قرارا بإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة خلال ساعات.