لم يكن جلوسها على كرسي متحرك عائق بالنسبة لها، منذ طفولتها، تعهدت نور إرشي، أن تتغلب على إعاقتها وعادات مجتمعها بتقديم حملات توعية للكثير من البنات داخل مدارس مدينتها غزة الفلسطينية.

البداية كانت بهجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على منازل المواطنين في غزة وإطلاق عدد من قنابل الغاز المسيلة للدموع، استنشقت والدة نور  جزء كبير منها أثناء حملها، ما تسبب في ولادتها وهي تعاني من قصر في أوتار الركبة منعتها من السير على قدميها: "أمي في أثناء حملها فيا حدث لها نزيف نتيجة إلقاء قنبلة غاز مسيل للدموع عليها، وتعبت جدا وولدتني عندي إعاقة في قدمي ومش بقدر أمشي عليها".

منذ طفولة صاحبة الـ 23عاما، تعتمد والدتها عليها في القيام بشؤون المنزل بمفردها، محاولة من خلال تصوير نفسها أثناء أداءها أعمال التنظيف والطبخ بمساندة الكثير من الفتياتن، لتوعية الأسر التي ترفض زواج أبناءهم من فتاة معاقة: "عندنا في غزة البنات اللي لديهم إعاقة مش بيتجوزوا عشان الأهالي بترفض الزواج مقتنعين بأن البنت المعاقة متقدرش تقوم بشؤون البيت ومراعاة زوجها، لكن أن بقول لهم أحنا بنمشي بعقلنا مش برجلينا".

بالتنقل بين بعض المدارس، تحاول نور، خريجة كلية الإعلام، قسم الإذاعة والتلفزيون، تغير نظرة مجتمعها تجاه ذوي الإعاقة، وحرمانهم من التعليم والزواج حتى العمل: "كنت بدرس في جامعة خاصة عشان أعرف البس واتحرك زي ما أنا عايزة عشان في الجامعة الحكومية كانوا بيبصلوا نظرات مش كويسة، بحاول أشجع بنات أعرفهم أنهم يتعلموا في محو الأمية أغير نظرة المجتمع لذوي الإعاقة".