رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

بالصور| فلسطينية تحيك الـ"طواقي" لأطفال السرطان: "يواجهوا بها البرد والاحتلال"

كتب: أمنية سعيد -

03:35 م | الثلاثاء 20 نوفمبر 2018

المُعلمة سناء جبارين

بإبرتين "كروشيه" وخيوط حريرية وصوفية وألوان دافئة، وفي بلدة بشمال فلسطين تبعد عن مدينة القدس 120 كيلومتر، تحيك مُعلمة للفنون في مدينة أم الفحم القبعات الصوفية لأطفال مرضى السرطان بشكل خاص، لتكون دفئًا لمجموعة من الأطفال الذين لفحهم برد المرض والاحتلال، ولتكون هذه القبعات التي صنعتها المُعلمة لمسة حب وتعبيرًا رمزيًا عن تعاطفها مع آلامهم.

سناء جبارين، مُعلمة فنون وأشغال يدوية منذ 30 عامًا بمدرسة إعدادية، ثم استكملت حلمها وافتتحت مركزًا خاصًا به كل المواد من الزجاج والخشب والصوف وقماش التريكو، والرسم وصناعة الشموع وصناعة الصابون والطباعة والطباعة الحريرية، حيث أصبح المركز مناسبًا لشراء الخامات ومركزًا تعليميًا للمتدربين في العطل الصيفية.

بدأت فكرة حياكة القبعات الصوفية عندما صادفت المُعلمة فتاة لديها بالمركز تتردد على عدد من المستشفيات لتزور أطفال غزة المصابين بمرض السرطان، ووعدتها "سناء" بعمل ورش صيفية بالمركز لحياكة القبعات لهؤلاء الأطفال، حيث تقول في حديثها لـ"الوطن": "الوقت مسمحش أعمل الورش اللي وعدت البنت بيها، لكنهم ظلوا في بالي وكنت بفكر أعملهم حاجات تبسطهم".

هاتفت سناء جبارين الفتاة لتسألها على أعمار الأطفال وعددهم متابعة: "وعدتها إني هخيطلهم الطواقي الصوف بنفسي"، كما كان قرب بداية فصل الشتاء وزيادة البرودة في البلدة سببًا يجعل "جبارين" تدخل في تحدي مع نفسها لحياكة 100 طاقية صوف للأطفال في مدة قصيرة: "كان التحدي بالنسبالي إني أوصلهالهم قبل ما يشتد البرد لأنهم فعلًا بحاجة لذلك".

نجحت "جبارين" في التحدي الذي وضعته لنفسها، وفي خلال 49 يومًا حاكت 100 طاقية ملونة ومتعددة الأشكال والأحجام لعدد 70 طفلًا، تفاوتت أعمارهم بين 6 و14 عامًا، فقالت: "حبيت أبعت للأطفال الطواقي مع الصبية بدون معرفة هويتي، بس هم رفضوا وحكولها إنهم بحاجة لإنهم يشوفوا صاحبة الفكرة ويلتقوا فيها".

واختارت "سناء" أطفال غزة بالأخص لأنها ترى أنهم بحاجة إلى المساعدة أكثر من غيرهم، فهم بالإضافة لتعرضهم لهذا المرض الخبيث؛ لا يستطيعون رؤية والديهم خلال رحلة العلاج فتقول: "الولد ممكن يمرض ويعيش مريض لشهور أو سنة ويموت، ويوصلوه بعد معاناة على غزة من غير ما تشوفه أمه".

وتبدأ "جبارين" تسليم القبعات الصوف للأطفال خلال الأسبوع القادم بنفسها بدلًا من إرسالها، وذلك بعد إصرار من الأطفال على رؤيتها: "الأطفال بدأو يسألو امتى بتدونا الطواقي اللي حكيتولنا فيها، وكانوا حابين يتعرفوا عليّ، فقررت إني هروحلهم الأسبوع الجاي عشان أسلمهم الطواقي".

 وحول هذه المبادرة تقول "جبارين" إن الإنسانية لا حدود لها وهذا أقل ما يمكن تقديمه لأطفال مرضى السرطان، لدعمهم وتحفيزهم لمحاربة هذا المرض وزرع البسمة والأمل بقلوبهم: "قمة الإنسانية إنك تطوعي للناس بمالك، وتشفقي عليهم وتشعري فيهم عشان تشوفي الفرحة في عينيهم ودي أغلى شئ في الحياة".