رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية "رويد".. ملاك دون أطراف: "ربنا خلقني هيك"

كتب: ندى نور -

09:25 م | السبت 10 نوفمبر 2018

رويد مع أمه

أم واجهت كل تحديات الحياة، التي مرت بها بدءًا من علمها، منذ الشهر السادس من الولادة، أنها ستلد طفلًا دون أطراف، انتهاءً بانفصالها عن زوجها ورفض المدارس إلحاق نجلها فيها بحجة "أن هيئته بترعب الأطفال".

عاطفة الأمومة تجسدت داخلها ما جعلها تقرر عدم الاستغناء عن نجلها، الذي لم تشاهده وإنما شعرت به داخلها.. ريما عامر، أم أردنية تقطن مدينة الزرقاء بالأردن، لديها 3 أطفال، يعتبر الطفل رويد أصغرهم في مرحلة رياض الأطفال وعمره 4 سنوات، وأكبرهم طالبة جامعية.

"أنا أكتر أم سعيدة بـ رويد رغم كل اللي مر بي، بس فرحة المدرسين بنجاحه والانبهار اللي دايمًا بشوفه في عين مدرسينه يهون أي حاجة"، هكذا لخصت الأم الأربعينية مشاعرها أثناء حديثها لـ "الوطن".

من أكثر المواقف الصعبة التي مرت بها الأم قيام مدرسة بالأردن "بطرد" صغيرها بسبب إعاقته الخلقية، ولكن بعد رحلة مليئة بالصعاب عاد رويد إلى صفوف الدراسة ولكن نظرة أقرانه له "باستغراب" ظلت تلاحقه حتى الآن كما ذكرت الأم.

"ابني مش بمزاجه اتولد من غير إيدين، ده قضاء ربنا يبقى ليه الناس ينظروا له بهيك طريقها"، تمثل نظرات البعض لنجلها سهام قاتلة تذبحها كل يوم لتأثير ذلك على نفسية ابنها، ولكن تحاول "ريما" أن تقدم له الدعم دائمًا. 

تروي الأم أثناء حديثها رحلتها مع نجلها من قبل ولادته، فتقول: "ما كنت حابة أجهض طفلي"، وبعد ذهابها إلى دار الإفتاء في بلدها قال لها أحد الشيوخ: "تخيلي إذا إبنك ولد سليم وحدث له حادث سير وفقد أطرافه هل تتخلى عنه"، كان حديث الشيخ هو ما تسكن إليه نفسها بعدم الاستغناء عن نجلها.

بعد الولادة وداخل غرفة الحضانات بالمستشفى، نظرت السيدة إلى صغيرها، فانغرست فيها مشاعر الحب لنجلها، والاطمئنان الذي لم تشعر به أبدًا إلا بعد ولادته، ابتسامة ترتسم دائمًا على وجه الصغير، استطاعت الأم أن ترسمها على وجهه دائمًا.

بعد ولادة الصغير، ذات ليلة فتحت الأم القرآن الكريم ورتلت آيات سورة الطارق، وتوقفت أمام الآية: "فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا"، حينها قررت أن تسمي نجلها "رويدًا"، وبدأت بعد ذلك رحلة العلاج لتحسين عملية النطق لديه حيث ظل فترة غير قادر على البكاء والنطق حتى تحسنت حالته.

وعلى الرغم مما يعاني منه الطفل من فقدان أطرافه، والتي يمكن أن تمنعه من القيام ببعض المهام يستطيع صاحب الـ 4 سنوات، أن يحمل أكواب المياه ويرسم، ويمارس رياضة السباحة وكرة القدم، وهو ما يجعله مميزًا.

أكثر ما تعاني منه الأم الآن نظرة البعض لنجلها، وتقول في ذلك: "بعض الأمهات بينصحوني إني أختار ملابس متظهرش إعاقته"، وسؤال أقرانه له "وين أطرافك"، فيرد الطفل كما علمته أمه: "ربنا خلقني هيك".