رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

معاناة المطلقات مع منع صغارهن من السفر للخارج: "جوزي السابق بيساومني بالقانون"

كتب: إسراء جودة -

03:51 م | الخميس 18 أكتوبر 2018

صورة أرشيفية

ضغوط نفسية وأزمات اجتماعية يخوضها الصغار إثر انفصال والديهما، دون إدراك كافِ بأبعادهم وإمكانية تجاوزهم، فيصبحون "الضحايا الوحيدين" للنزاعات الدائرة بين الطرفين، التي يدور بعضها بساحات القضاء، مستخدمين بعض القوانين وثغراتها كسلاح ضغط على الطرف الآخر.

حرمان الصغار من السفر دون موافقة الأب، هي أحد وسائل الضغط التي يتبعها بعض الآباء، وفقًا لنص قانون الأحوال الشخصية الذي يمنع المحضون من السفر مع والدته بناءً على رغبة الأب، للاحتفاظ بحقه فى رؤية صغيره وضمان عدم افتراقهما نهائيًا، وهو ما يستغله بعض الآباء نكاية في زوجاتهم السابقة، دون مراعاة لاحتياج الطفل للسفر مع والدته.

ملامح حزينة ارتسمت على وجه الصبي، الذي بللته الدموع، فور معرفته بعدم قدرته على السفر والمشاركة بأحد المسابقات الفنية بالخارج بصحبة والدته مها محمود عند تواجدهما بمطار القاهرة، إذ علمت الأم بمنع طليقها سفر ابنهما دون تصريح منه، رغم تكرار سفرهما سابقًا دون الحاجة إلى مثل هذه الأمور.

تساؤلات عدة طرحتها الأم لأحد مسؤولي الجوازات بالمطار، ليعلمها باستحالة سفرهما دون إتمام الإجراءات الخاصة بموافقة الأب أو الحصول على أمر من القاضي أو رئيس محكمة الأسرة بصفته قاضي الأمور الوقتية، وهو ما تسبب في تعطيل الطفل عن المشاركة في أي أنشطة دولية برفقة أصدقائه، وتقول الأم لـ"الوطن": "الأب ما بيصرفش على ابنه ولا تعليمه وخارج حياتنا تماما، يوم ما يتدخل يبقى بهدف إنه يضايقنا ويمنع ابنه من ممارسة هواياته".

فرص عمل بعدد من البلدان العربية والأجنبية، وصفتها وسام كرم بأنها "غير قابلة للتعويض"، لكنها تخلت عنها دون تفكير بعد علمها بحظر طليقها سفر ابنهما معها، وهو ما استقبلته بهدوء تام وتراجع عن قرار العمل بالخارج دون نزاعات: "تصرفاته السابقة والحالية معلية سقف توقعاتي في مستوى الشر اللي نابع منه، فمش متوقعة إنه يوافق على أي خطوة لمصلحتنا".

زيجة لم تتجاوز الثمانية أشهر، أسفرت عن طفلة في عامها السادس حاليًا، لم يسع والدها لرؤيتها خلال الأعوام الماضية سوى مرات معدودة كل عام، لكنه حاول العودة لزوجته مجددًا في الأشهر الماضية وقُوبل طلبه بالرفض، وحين رغبت طليقته رضوى طلعت في السفر للخارج بصحبة ابنتها، فاجئها بعدم الموافقة على سفر ابنته إلا عند تراجع الأم عن قرارها وإتمام زواجهما ثانية.

حزن لا يخلو من الشعور بالعجز في التحكم بمستقبلها وطفلتها، صاحب رضوى خلال الأشهر الماضية بعد "مساومة" طليقها لها، مستغلًا حقه في منع ابنته من السفر، ومتغاضيًا عن الألم النفسي الذي سببه لها سابقًا بالاعتداء عليها بالضرب قبل طلاقهما، وتقول رضوى: "مش قادرة أصدق إنه بيساومني بالقانون عشان حقوق بسيطة لبنتنا، لازم يكون في حل قانوني يضمن حقنا من الاستغلال ده".

ومن جانبه، أوضح المحامي محمد البنداري أن سفر الطفل مع والده أو اصطحابه أينما شاء هو حق أصيل للولي، لكنه يختلف عند الأم كونها "الطرف الأضعف" في المسألة، فلابد من إتمام الإجراءات القانونية لسفرها مع طفلها وفقًا لقانون الأحوال الشخصية، بالحصول على موافقة كتابية من الزوج أو أمر من القاضي المختص.

وفي سياق متصل، أوضحت الدكتورة هالة عثمان، أستاذ القانون الجنائي ورئيس مجلس أمناء مؤسسة "عدالة ومساندة"، أن بعض الآباء يعتبرون أنفسهم في نزاع شخصي مع زوجاتهن السابقة، ويستخدمون القوانين للإضرار بهن، مستغلين بعض ثغرات قانون الأحوال الشخصية، الذي لم يشهد تعديلات جوهرية منذ أعوام طويلة.

وطالبت عثمان، خلال حديثها لــ"الوطن"، بضرورة التكاتف من أجل إعادة النظر فيما يخص بعض المواد بقانون الأحوال الشخصية، عن طريق فتح حوار مجتمعي بين ممثلي منظمات المجتمع المدني ومناقشة التعديلات الجديدة داخل البرلمان، للوصول لمعايير وشروط محددة تحسم النزاع بين الآباء والأمهات لضمان حقوق أطفالهم.