رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"بقايا عظام وقميص" نهاية رحلة بحث أب عن ابنه.. والتحريات: زوجته وعشيقها قتلاه وتزوجا

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

06:23 م | الإثنين 08 أكتوبر 2018

المتهم والمتهمة

"بقايا عظام آدمية، حذاء، جورب، قميص".. هكذا وصلت رحلة "موظف على المعاش"، إلى محطتها الأخيرة، فى طريق البحث عن ابنه، 32 سنة، تلك الرحلة التي دامت 485 يوما، قضاها الرجل السبعيني، جائلا بين المستشفيات ومشرحة زينهم دون جدوى.

جاء فى تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية أن وراء اختفاء الشاب هو جريمة قتل، حيث اتفقت زوجته مع عشيقها وصديقه على قتل الضحية ودفنه فى صحراء القطامية، ونفذ المتهمون الخطة بنجاح وأخذت الزوجة حكما بطلاقها من المجني عليه لغيابه، وتزوجت من عشيقها، وبررت للجهات التحقيقات أثناء مناقشتها حول ملابسات الواقعة، بأنها ارتكبت الواقعة، بسبب تعدي المجني عليه بالضرب والسباب والشتائم.

"رحلة العذاب".. الذي خاضها الرجل السبعيني بدأت منذ اختفاء نجله، 32 سنة، يوم 28 يونيو من العام الماضي، حاصل على بكالوريس نظم ومعلومات، عن مسكنة بمنطقة المطرية.

والد الشاب المتغيب قال في محضر الشرطة، الذي حرره منذ قرابة 20 يوما فى قسم شرطة المطرية، وقال آنذاك إن "لديه شك أن ابنه قتل بعدما استمر في البحث عنه قرابة عام ونصف، وبحث عنه في المستشفيات ومشرحة زينهم وعند أقاربه ولكن دون جدوي، وسأل زوجته أكثر من مرة عنه ولكنها لم تجب عليه وأخبرته بأنه ذهب يوم اختفائه ولم يظهر مرة أخرى".

جاء فى تحريات المباحث، أنه عقب تحرير والد المجني عليه المحضر، تم إخطار اللواء محمد منصور، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، التي جاءت على لسان والد المجني عليه، فشكل فريق بحث وتحر تحت إشراف اللواء نبيل سليم، مدير المباحث الجنائية، والعميد محمود هندي، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شرق القاهرة، وبدأ العميد هندي فى مناقشة والد المجني عليه مرة أخرى، واستمع له وناقشته حول عما إذا كان هناك خلافات شخصية لنجله مع أحد من عدمه، وقال له: "إن نجله ليس له عداوات أو خصومة مع أحد وكان حسن السير والسلوك وسمعته طيبة بين جيرانة، وأنه متزوج منذ 5 سنوات قبل اختفائه ولديه طفلين".

عقب الانتهاء من مناقشة "الأب" مرة أخرى، بدأت القوات فى تشكيل فريق بحث وتحر لكشف ملابسات الواقعة، والوقوف عما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه، وبدأت في فحص علاقات الزوجة، وتبين من خلال أقوال عدد من الجيران، أن زوجة الشاب المختفي كانت على خلاف دائم معه، وكان الاثنين دائما الشجار مع بعضهم البعض.

وجاء فى تحريات المباحث، التي أشرف عليها اللواء محمد منصور، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، أن الزوجة أخذت حكم طلاق من المحكمة على خلفية غياب زوجها، وبدأت القوات فى تكثيف التحريات عن تحركات زوجها الجديد، وتبين أنه كان يتردد عليها في وقت معاصر أثناء وجود الزوج الأول "الشاب المختفي"، وتتبعت القوات تحركاته وفحصت علاقتهما.

وحسب ما ورد فى تحريات مباحث القاهرة، توصلت إلى أن الزوجة وزوجها الجديدة كانا على علاقة غير شرعية قبل اختفاء "الزوج الأول"، ورحجت التحريات أن يكون اختفائه جريمة قتل تشير إلى تورطهما فيها.

وجاء فى محضر الشرطة أن قوات الأمن ناقشت الزوجة المشتبه فيها "أنسام ج.أ"، 27 سنة ربة منزل مُقيمة فى منطقة المطرية، وارتباطها بالمشتبه فيه الثاني "محمد.ك" 32 سنة عاطل ومُقيم بمنطقة الوايلى، وأنهما وراء اختفائه.

وفي بداية المناقشة.. حاولا الاثنين فى إبعاد الشك عنهما، وبمواجهتها بأقوال الجيران ومشاهدة المتهم الثاني أثناء ترددها عليه فى غياب زوجها المختفي.. اعترفت وقررت الأولى أنها نظرا لوجود خلافات مستمرة بينها والمتغيب، واعتياده التعدى عليها بالضرب، وارتباطها بالمتهم الثانى اتفقا على قتله من خلال استدراجه بزعم شراء سيارة للعمل عليها واصطحابه لمنطقة نائية والتخلص منه.

وتضمن محضر الشرطة أن الزوجة اعترفت بتفاصيل الجريمة وقالت إنه "بتاريخ 28 يونيو من العام الماضي.. توجه المجنى عليه لمنطقة كوبرى التوفيقية وبحوزته مبلغ مالى قدره 5 آلاف جنيه مقدم لثمن شراء السيارة وتقابل مع العاطل "العشيق" وصديق ويدعي "أحمد.ع" 35 سنة سائق - ومُقيم بالقليوبية (قائد سيارة ملاكى "مستأجرة") واستقل السيارة صحبتهما وتوجهوا للطريق الدائرى دائرة قسم شرطة القطامية، وافتعلا معه مشاجرة تعدى خلالها العاطل عليه بحجر فأصابه برأسه وأودى بحياته وقام بدفنه في الصحراء.. واستوليا منه على المبلغ المالى وهربا".

وجاء فى تحريات المباحث أن الزوجة المشتبه فيها بارتكاب الجريمة بالاتفاق مع عشيقها قالت "إنها بتاريخ 27 مايو الماضي.. صدر لصالحها حكم بالطلاق من المجنى عليه لتضررها من غيابه وعقب ذلك تزوجت من العاطل، وبمواجهة الأخير "المتهم الثاني" أيد أقوال المتهمة، وأرشدا عن مكان الجثة بالمنطقة الصحراوية المتاخمة للطريق الدائرى دائرة قسم شرطة القطامية وعُثر على رفاته (بقايا عظام أدمية) وبعض متعلقاته (حذاء، جورب، قميص)".

وعقب تسجيل اعترافات المتهمين، أمر العميد محمود هندي، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شرق القاهرة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة، التى انتقلت إلى مكان الواقعة، وأجرت معاينة تصويرية للجريمة، وسجلت اعترافات المتهمين بالصوت والصورة، وقررت حبسهما لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بضبط وإحضار المتهم الثالث، الذي اشترك مع العشيق على قتل الضحية، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، ولاتزال التحقيقات مستمرة.