أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة من صباح اليوم.. وصلت السيدة الثلاثينية وبجوارها شاب في العقد الثالث من عمره في "كلابش"، واحد.. وصل الاثنين وبجوارهما شاب في العقد الثاني من عمره أمام مبنى محكمة شمال الجيزة، بشارع السودان، بمنطقة إمبابة، وصعدوا إلى الطابق الثالث لنظر قرار تجديد حبسهم في قضية قتل.

الزوجة وعشيقها في كلابش واحد أمام القاضي بتهمة قتل الزوج بالاشتراك مع المتهم الثالث، دخل المتهمين قفص القاعة، ومثلوا أمام قاضي المعارضات، وحضر القاضي رئيس المحكمة، وقال للمتهمة الرئيسية "رشا" 32 سنة، ربة منزل، "أنت متهمة بقتل زوجك السبت الموافق واحد من سبتمبر الماضي، بالاشتراك مع عشيقك والمتهم الثالث فما ردك؟".

رفعت المتهمة رأسها تجاه القاضي.. وبهدوء تام اعترفت بارتكاب الواقعة، وقالت: "كله ضاع.. بيتي اتخرب.. وجوزي اتقتل.. وأولاد مش عارفة عنهم حاجة".

وواصلت المتهمة الاعتراف بتفاصيل الواقعة، وقالت إنها منذ قرابة 8 سنوات كانت متزوجة من المجني عليه "حسين"، صاحب ورشة تصنيع حقائب سيدات، ومقيمة معه في شارع الاعتماد بإمبابة، ولديها ثلاثة أبناء.

وتابعت الزوجة المنسوب إليها تهمة القتل العمد وهي تنظر إلى عشيقها وصديقه قائلة: إن طلب صداقة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، جمع بينها وبين عشيقها "محمد" 30 سنة، صاحب ورشة ومقيم في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وتطورت الصداقة إلى لقاءات ونظرات إعجاب انتهت بعلاقة غير شرعية ولقاءات جنسية في شقتها بمنطقة إمبابة، حيث تردد عليها أكثر من مرة في غياب زوجها.

واستغلت هي أيضا ظروف عمل زوجها، وسافرت لعشيقها مرة للقائه في مسقط رأسه بطنطا.. تواصل المتهمة الاعتراف قائلة: قبل الجريمة بيومين.. زارها العشيق "المتهم الثاني".. في شقة الزوجية، ومارسا الجنس في غرفة الزوجية، بعدما شغلت أبناءها بمشاهدة "أفلام الكرتون"، وعقب انتهاء اللقاء قررا سرقة الزوج والتخلص منه حتى يتمكنا من الزواج.

وتحدثت أيضا المتهمة عن الخطة التي وضعتها للتخلص من زوجها بمساعدة عشيقها وقتله واختلاق واقعة أخرى للهرب من الجريمة.. وقالت إن الخطة جاءت كالتالي: "أن يأخذ عشيقها نسخة من مفتاح الشقة.. وانتظرت حتى عودة زوجها من ورشته في السادسة صباح السبت الموافق بداية سبتمبر الماضي.

وأرسلت رسالة عبر (فيس بوك) إلى عشيقها، تخبره باستغراق زوجها في النوم، فتوجه المتهم إلى منزلها مصطحبا صديقه الذي وافق على مشاركته في ارتكاب الجريمة، مقابل الحصول على مبلغ مالي، لمروره بضائقة مالية، ودلف المتهمان إلى منزل القتيل بمفتاح أعطته لهما الزوجة، ودخلا مباشرة إلى غرفة الزوج، فضربه المتهم الأول ضربتين بـ"شومة" على رأسه.

انتبه الزوج وحاول المقاومة فسدد له الآخر طعنة بـ"مطواة" في جانبه، ثم قيده بـ"سلك دش"، وانهالا عليه بالطعنات في مختلف أنحاء الجسد حتى مزقها بـ33 طعنة، ثم قيد العشيق المتهمة بالحبال وكمم فمها، ووضعها برفقة أطفالها بالغرفة الأخرى بعدما أخبرته بمكان النقود والمصوغات الذهبية، فاستولى عليها وبعثرا محتويات غرفة النوم والشقة، لإيهام الجيران وأسرة المجني عليه بأنها جريمة سرقة، ثم حملا شاشة وهاتف وفرا هاربين.. حتي جرى الكشف عن تفاصيل الواقعة وألقي القبض على المتهمين.

وعقب الانتهاء من سماع أقوال اعترافات المتهمة الرئيسية، أيد عشيقها وصديقه ما جاء على لسانها.. وأصدر القاضي قرارا بتجديد حبسها لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.

جاء في تحريات الأجهزة الأمنية التي أجريت تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، بأن الزوجة "رشا"، المشتبه في ارتكابها جريمة القتل بالاشتراك مع "محمد"، صديقها وبينها علاقة غير شرعية، وصديقه، اعترفت بارتكاب الواقعة.

وجاء في محضر الشرطة أن الزوجة اعترفت وقالت إنها "متزوجة من الضحية منذ 8 سنوات، وأنجبت منه 3 أولاد، وانقطعت عن العلاقة الجنسية معه منذ 3 سنوات، وبدأت في البحث عن صديق لها، حتى تعرفت على المتهم الثاني، عن طريق موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، منذ شهرين، ودارت بينهما صداقة، بدأت بـ(شات) وتعارف".

وأن العلاقة تطورت إلى لقاءات عاطفية وتطورت إلى جنسية، وتردد عليها في غياب زوجها أكثر من مرة وسافرت له أيضا وتقابلت معه في مدينة طنطا، وأثناء لقاء جنسي بينهما اتفاق الاثنان على الزواج فقررا التخلص من الزوج ووضعا خطة محكمة لقتله وسرقته وإبعاد الشك عنهما.