رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ملكة تبدأ العمل بعد سن الـ50: عليا 7 قروض بحاول أسدهم من بيع "البسكوت"

كتب: إيمان مصطفى -

01:25 م | السبت 22 سبتمبر 2018

ملكة

تستيقظ كل يوم في الصباح الباكر لتخرج "كراتين الشيبس" والبسكوت من بيتها المتهالك، إلى جانب السور الموجود أمام المنزل، لتضع ما تبيعه بجانبها وتجلس على أشواك الحسرة لتستعيد ذكرياتها وتتحصر عما لحق بها منذ سنتين.

وكانت ملكة محمد ربة منزل، لا تعمل، تتمتع بكامل صحتها، حيث كان يعمل زوجها مصطفى إبراهيم علي حسين، في بيع الثلاجات وغرف النوم المستعملة، ولكنه بعدما بلغ الستين، ووجد صحته قد تراجعت، وضاق رزقه وقل جهده امتنع عن العمل.

تعرض ابنها محمد للشجار مع أحد الجيران، وألقي القبض عليه وحبسه لمدة سنة، ومن هنا تكاتفت الأعباء على ملكة، زوجها الذي لا يعمل من جانب وابنها محمد، الذي أدى حبسه إلى قدوم زوجته وولده وابنته، للعيش معها والإنفاق عليهم وابنتها نجلاء وأولادها الاثنين المقيمين عندها حاليا بسبب خلاف بينها وبين زوجها.

هذا كله جعل تلك السيدة الخمسينية تفكر في كيفية السيطرة على تلك الأمور وتلبية كل تلك المتطلبات، فلم تجد أمامها إلاً أن تعمل في مسح سلالم العمارات وغسل السجاد، ولكن في الخفاء لا أحد يعلم هذا حتي زوجها وأولادها الأربعة لم يعلمون أنها تمارس هذا العمل لكونها غير معتادة عليه وتراه غير لائق.

الأمر الذي جعلها تفكر في شيء أخر يكون ستارا لها، حتى لا تتعرض لتلميحات وأسئلة كلها اتهامات "منين بتجيبي الفلوس دي؟".

فلجأت إلى فكرت البقالة التي تبيعها أمام بيتها الصغير المتواضع، وعند ذهابها للعمل الأخر تخبرهم بأنها تذهب لزيارة أقاربها أو شراء مستلزمات لبيتها أو للبقالة، ومن هنا وجدت تلك الحيلة مفر لها ومساعدة أيضا.

ولم تنته مآسأتها عند هذا الحد بل نتيجة كثرة عملها في تلك الأعمال المتعبة أصيبت بالسكري والغضروف وتنميل شديد في أيديها والأنيميا أيضا، التي تؤدي للإغماء عليها في الشارع مرات عديدة.

فمنذ عامين فقط تحولت من سيدة لا تعمل إلى العمل ليل نهار لسد احتياجات أسرتها، وهذا مع دخولها في دوامة القروض أيضا، فهي عليها الآن سداد 7 قروض من أماكن مختلفة، حيث يبلغ أجمالي مبالغ القروض حوالي 20 ألف جنية تقريبا، مما زاد الوضع صعوبة فوق صعوبته.

ولم يقف الوضع إلى هذا الحد، بل تعرض بيتها البسيط للسرقة أكثر من مرة، فسرق منهم "معزتين" من 5 أشهر بمبلغ 3000 جنيه، كانت تأمل فيهم كثيرا بأن يكونا مصدر سعة ورزق لهم، ومرة أخرى سرق هاتف ابنتها، وبهذا الوضع يضيق بهم الحال كثيرا.

ولكن باعتبارها سيدة مصرية أصيلة، تجري جينات "الجدعنة" والتضحية في دمها تعهدت رغم مرضها أن تعمل وتجتهد لكي تلبي جميع احتياجات أسرتها.

الكلمات الدالة