رغبتهن الشديدة فى السفر جعلتهن يقررن عدم الاستسلام لرفض الأهل، بدعوى الخوف عليهن، أو لمعتقدات راسخة بوجوب عدم السماح للبنات بالسفر بمفردهن. حرصن على العمل الكثيف لتوفير كافة الإمكانيات المادية التى تسمح لهن بتحقيق الحلم فى السفر وخوض تجربة الاعتماد على الذات بعيداً عن الأهل والصحبة وخارج حدود الوطن.

خاضت مروة عبدالحميد، 30 عاماً، تجربتها فى السفر، بدءاً بالبرازيل، بعد أن تخرجت فى كلية الآثار بجامعة القاهرة، عكفت على دراسة اللغة البرتغالية، لتحقيق حلمها فى السفر إلى البرازيل، ورفض الأهل لم يُثنها: «قعدت سنتين بقنع أمى، لحد ما انتصرت».

كافحت «مروة» من أجل توفير النفقات اللازمة للسفر: «بدأت أحوّش، كان ممكن أشتغل أربع شغلانات مع بعض، عملت خطة طويلة المدى لثلاث سنوات». لم تنسَ شعورها عند توافر ثمن تذكرة السفر، وكان حينها ألف دولار، مكثت فى البرازيل نحو 3 أشهر معتمدة تماماً على ذاتها، وفى طريقها إليها زارت روما أيضاً: «أخدت أجازة بدون مرتب من وظيفتى فى وزارة الآثار، وكانت أمتع تجربة فى حياتى».

بدأت أميرة الشاعر مسيرتها فى السفر بمفردها إلى هولندا فى عام 2015، رغم كونها زوجة وأماً لثلاثة أطفال، لم يمنعها ذلك من خوض التجربة، خاصة مع تشجيع زوجها لها، واهتمامه خلال تلك الفترة بأطفالهما: «استفدت منها الاعتماد على نفسى والجرأة، وكيفية التعامل فى بلد غريبة ما أعرفش فيها حد». أثنت على نتائج الرحلة: «زاد عندى حب الاستكشاف، وإن كل سفرية هى فرصة للتعلم والمعرفة، واستكشاف ثقافات مختلفة»، قررت اصطحاب أولادها فى رحلات أخرى: «دى من أكتر السبل اللى هتنمّى شخصيتهم وتقويها».

اعتمدت ندا عامر، على «جوجل» وفيديوهات «يوتيوب» فى تجميع المعلومات عن البلدان التى ترغب فى زيارتها: «كنت باخد خريطة الأماكن معايا، وأركب المترو وأنطلق وأوصل للأماكن اللى عايزاها لوحدى». تعرضت للعديد من المواقف المحرجة: «فى مرة أخدت القطر قعدت ساعتين أنزل فى محطات غلط، بس متعة التجربة هى المكسب»، وكان لإصرارها المستميت وعدم الاستسلام لرفض الأهل الدور الأهم فى تحقيق حلمها بالسفر إلى ماليزيا: «الزن على الودان أمر من السحر».