رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"ثنائيات العشق الملهمة".. عندما فقد مشاهير الفن والثقافة عقولهم بأمر "الحب"

كتب: روان مسعد -

07:31 م | السبت 04 أغسطس 2018

صورة أرشيفية (رسائل)

بعضها أفضل من الخيال، حلوها ومرها في واقعيتها، قصص حب خرجت من حدود العقل، عاشت عبر السنوات، رغم أنها ليست أسطورية لكنها أصبحت ملهمة للعاشقين الحالمين.

 

غسان كنفاني وغادة السمان 

تمس كلمات خطاباته الوجدان، تقرأها وتشعر بكل حرف كأنه سهم من "كيوبيد" رأسا في قلبك، لان المناضل الثوري المنفعل في يد حبيبته في الستينيات من القرن الماضي، يوثق الاختلاف أواصر المحبة، فتجد غسان كنفاني المسيحي يسعى خلف غادة السمان المسلمة بكل ما أوتي من قوة، تجده يضع كل ما في حياته خلف ظهره سعيا للقاء أو نظرة أو حتى رسالة، قصة حب بدأت بلقاء عابر في جامعة دمشق، ثم حفل راقص تفاعلا فيه سويا بالقاهرة.

قصة حب بين روائي فلسطيني متزوج وأديبة وكاتبة سورية، هزت وسط المثقفين والشعراء، ووصلت الرسائل إلى العامة من الناس، عندما نشرت في كتاب "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان" سنة 1992، بعد 20 عاما من اغتيال غسان حتى أصبحت مضربا للمثل، ويشاع عن قصة الحب كثير من الأقاويل، منها مثالية غادة ورفضها ذلك الحب، لوجود زوجة وأولاد في رقبة حبيبها، ولاختلاف ديني خارج عن إرادتهما، تقول غادة في إحدى رسائها: "كنت ممتلئة بك، راضية مكتفية بك، ولكن زمننا كان مثقوبا، يهرب منه رمل الفرح بسرعة"، قصة انتهت باغتيال غسان على يد الاحتلال الصهويني، يقول في إحدى رسائله "دونك أنا في عبث، أعترف لك مثلما يعترف المحكوم أخيرا بجريمة لم يرتكبها".

 

فاتن حمامة وعمر الشريف 

قبلة ملؤها الشغف والحب، قبلة حقيقية غير سينمائية تفاجأ بها يوسف شاهين مخرج فيلم "صراع في الوادي" عام 1954، قُبلة أعلنت بها فاتن حمامة سيدة الشاشة حينها والنجمة السينمائية الكبيرة حبها لعمر الشريف الممثل المبتدئ، قبلة وضعت فيها كل مشاعرها أمام الجماهير، أعلنتها صريحة بأنها تحبه، أعلنتها رغم ارتباطها بغيره ورغم أمومتها لنادية، هي أولى قبلاتها السينمائية بعد أن كانت ترفضها تماما تقديرا لزوجها عز الدين ذو الفقار، الذي لم يتردد بعدها في طلاقها، امتلكت الشجاعة لتواجه جمهورها وتهدم حياتها الزوجية لأجل الشريف.

تزوجته عام 1955، وغير ديانته لأجل حبه من المسيحية للإسلام، وجمعتهما البطولة في أفلام أخرى أيامنا الحلوة، صراع في الميناء، لا أنام، سيدة القصر، نهر الحب، انجبنا "طارق"، ودامت قصة الحب عدة سنوات قبل أن يعلن عمر الشريف انفصاله عنها لانشغاله عام 1966، وترك لها حرية طلب الطلاق، أعلن عمر الشريف أنه لم يحب أو يتزوج بعد فاتن حمامة فهي سيدة قلبه الأولى، وحبه الأول والأخير، ولولا طبيعة عمله ورفض حمامة التنازل عن حلمها في التمثيل في مصر والذهابمعه لهوليوود لما ابتعدا، وتم الطلاق.

 

سناء جميل ولويس جريس 

"حيلك حيلك، عشان أشهر إسلامي في إجراءات" هكذا لم يتردد في تغيير ديانته للزواج من سناء جميل قبل معرفته بديانتها، تلقى لويس جريس مكالمة هاتفية من سناء جميل، لتقابله في الحسين مساء، ومعه 7 جنيهات لشراء الدبل، هكذا ببساطة قرر العاشقان العيش سويا أمد الدهر، قصة حب لم يمحيها الزمن أو يؤثر عليها موت سناء قبل 16 عاما، فقد ظل هذا العاشق محبا.

كانت بداية معرفتها عن طريق صديقة لويس وسناء جميل الصحفية خديجة صفوت وظلا أصدقاء لما يقرب من 4 أعوام حتى طلب منها الزواج، بعدها انقطع الكلام لما يزيد عن شهر، ثم تزوجا، طلبت عدم الانجاب ولم يراجع قراراتها، ثم عاش على ذكراها وكان آخر ما كتبه لسناء قبل رحيله، "15 سنة ولازالتِ هنا.. ولازال عطرك يفيض من حولى ويملأ الأمكنة.. 15 سنة على رحيلك يا سناء.. 15 سنة ولازلت أذكر حنانك ودفء كفك حينما كان يربت على كتفي.. 15 سنة وما زلت أحكي لمن حولي عن عشقي لكِ.. وعن عدم وفائك بالوعد".

نزار قباني وبلقيس

 

"هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ؟

فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ

كانتْ مزيجا رائِعَا بين القَطِيفَةِ والرخامْ..

كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا

ينامُ ولا ينامْ".. كان هذا آخر ما كتبه نزار قباني لمحبوبته يرثوها عام 1981، حينما توفت في انفجار السفارة العراقية في بيروت، حيث تعمل بعد 12 عاما من الحب، الفتاة التي سعى ورائها سبعة سنوات كاملة، فقد التقى "شاعر النساء" لأول مرة ببلقيس الراوي عام 1962 في إحدى الحفلات الشعرية، وكانت عينيه تذهب وتجيئ على هذا الوجه دون ملل، حتى تيقن بأنها حبه الجديد، فكان قباني خارج لتوه من فقدان زوجته وولده، ووكانت ابنته قد تزوجت وسافرت مع زوجها، هكذا تعلق قلبه بتلك الفتاة التي قرر أهلها رفضها لأنه "شاعر النساء"، لكنهما ظل على وصال يتبادلان الرسائل، ورفضت لأجله بلقيس عددا كبير من العرسان.

طوال سبع سنوات كان قباني يحاول ويراسل محبوبته، حتى ألقى قصيدة بالعراق يحكي فيها قصة حبه، قصة تعاطف معها الشعب العراقي بأسره، فوصلت لمسامع الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، فتأثر بها فبعث بوزير الشباب الشاعر شفيق الكمالي والشاعر شاذل طاقة، ليخطباها لنزار من أبيها، عندها وافق والدها فتزوجا عام 1969، وبعد عشر سنوات ألقي قباني قصيدة أخرى لها تغنى بها القيصر، "أشهد ألا امرأة اتقنت اللعبة إلا انتي، واحتملت حماقة 10 أعوام كما احتملتي".

 

 

جبران خليل جبران ومي زيادة

كان يصف جبران الحب بأنه عبودية، "أنت عبد لمن تحب لأنك تحبه، وأنت عبد لمن يحبك لأنه يحبك"، هكذا ظل حبيسا للرسائل التي جمعته بمي زيادة الكاتبة والأدبية اللبنانية، لم يستطع الخروج عن الإطار الذي رسمه لنفسه وحبيبته، قصة حب ترتقي للصوفية، بدأت برسالة عفوية من مي وهي في الـ26 من عمرها عام 1912، تبدي إعجابها بكتاباته، فما كان منه إلا أن رد برواية أخرى "الأجنحية المتكسرة"، يطلب رأيها فيها، وبعدها بـ9 سنوات التقت عيني جبران بصورة مي لأول مرة حينما أرسلت له صورتها، فردها لها مرسومة بالفحم.

هكذا تعلقت مي بجبران، الذي بدأ أديبا تراسله بآرائها، ثم أصبح صديقا فأخا فحبيبا. لم يسع الحبيبان للقاء، رفضت مرة أن تكون "رقما في حديقة نسائه"، فظلت بعيدة عنه، هو في أمريكا وهي من القاهرة، يتبادلون أجمل ما جاء في قصص الحب بالكلمات عبر الرسائل، أصبحت رسائلهم ملهمة لقصص الحب الوليدة، للعاشقين، للكتاب، قصة حب انتهت بموت جبران عام 1931، استمرت ما يقرب من الـ20 عاما دون لقاء.