رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

المرأة في كتابات "العرّاب".. هكذا رآها أحمد خالد توفيق

كتب: رقية عنتر -

05:10 م | الثلاثاء 03 أبريل 2018

أحمد خالد توفيق

"المرأة هي المرأة حتى لو كانت تقطع الرقاب عندما تشعر بالملل"، مقولة تلخص رؤية الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق للمرأة، التي كانت أحد أهم أركان رواياته على اختلاف تنوعها، بل لعبت في بعض الأحيان دور البطولة المطلقة كما في رواية "أسطورة المرأة الأفعى"، هي سر أسرار رواياته، التي تفك أحيانا شفرات بطل العمل الأدبي، وفي أحيان أخرى تساعده بـ"شرانية" في تنفيذ مخططاته، هي الفتاة الحالمة، الرقيقة، الهادئة، والأنثى "الدلوعة"، الغامضة، المثيرة، والمرأة القوية، الطموحة، الجذابة، والزوجة القلقة، الشرسة، النكدية، والأم المسؤولة، الواقعية، وأحيانا المعقدة.

"الجنس الناعم" في روايات كاتب الرعب الأول في مصر والوطن العربي شخصية ثرية، لكنهن لسن دائما لطيفات، فـ"عبير" بطلة "فانتازيا"، و"عفاف" بطلة "السنجة"، شخصيتان معقدتان قدمهما الروائي في عملين مختلفين، هما شريرتان عندما يتطلب الأمر، وضحيتان رغم أنفيهما في الوقت ذاته، وأيضا، عواطف "النداهة"، الغولة المتنكرة في صورة فتاة حسناء تغري الرجال بها، وتخطفهن من الحياة لعالمها الآخر.

"يوتوبيا"، ليس اسم الرواية فقط المؤنث، ففحوى العمل تناول مشكلات تعاني منها المرأة في مصر، خاصة الفقر والعنف ضد النساء، في عالم "المدينة ليست الفاضلة" تعيش النساء أسوأ أيامهن وسط ندرة الحياة الكريمة وبقايا من مظاهر الحياة، يتعاملن مع قسوة الواقع بقسوة مشابهة، هناك يصطدن أكلهن من بقايا القمامة، يشربن المخدرات، يتعايشن مع مرارة التعدي على حرمة أجسادهن والاغتصاب.

ماجي ماكيلوب، شخصية أخرى قدمها الراحل في سلسلة "ما وراء الطبيعة"، اختلافها عن سابقاتها أنها خيالية، خبيرة فيزياء إسكتلندية تعرف عليها رفعت إسماعيل، بطل الرواية، حين كان يدرس الدكتوراه في جامعة داندي تحت إشراف أبيها السير جيمس ماكيلوب أستاذ أمراض الدم، أحبها وأحبته، لكنها تفضل أن يبقيا بعيدين عن بعضهما لكي لا يكتشفا عيوب بعضهما البعض، يراها البطل "رقيقة هشة تستطيع أن تسير فوق العشب دون أن تثني منه عودا، عيناها زرقاوتان وشعرها ذهبي ثائر"، في رؤية قريبة جدا من نظرة أحمد خالد الواقعية للمرأة، والتي جسدها في عدد من رواياته، فتاة رقيقة تتمتع بقدر لا بأس به من الجمال، تتمتع بالدلال دون ميوعة، والتي وصفها بـ"العبقرية"، قائلا: "عبقرية هي الفتاة التي تجيد التفرقة بين الدلال والميوعة".

الشخصيات النسائية في روايات "العراب" كثيرة، فهناك عبير بطلة "فانتازيا"، برناديت في "سفاري"، إيناس في "الجاثوم"، هيلين مكجواير في "رعب المستنقعات"، جين في "اللهب الأزرق"، رانيا في "أسطورة بيت الأشباح"، سلوى عمران في "مثل إيكاروس"، وفاتن في "في ممر الفئران"، وغيرهن الكثيرات، تنوعت أدوارهن لكنها في النهاية كانت محورية تقوم عليها الرواية، ينتقد عبرهن مشكلات المجتمع، ويقدم تفاصيل خفية عن واقع لا نرغب أن نراه.