من منزلها بمنطقة الخصوص التابعة لمحافظة الدقهلية، إلى مقر لجنتها الانتخابية بمدرسة الشهيد محمد غنيم الإعدادية للبنات في حلمية الزيتون، قطعت صباح السيد طريقها في الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية، لتدلي بصوتها الانتخابي متكئة على عكازها، لتتقدم الصفوف الأولى قبل توجهها إلى مقر عملها.

مع بداية فتح أبواب اللجنة الانتخابية، أدلت السيدة الخمسينية بصوتها للمرشح عبدالفتاح السيسي، واضعة عدد من أصابع يدها، البالغ عددهم 12 إصبعًا، في الحبر الفسفوري، لتؤكد: "صباع واحد مش كفاية على السيسي، فعملت 5 في وش حساده".

"السيسي بيراضي كل الناس وهو من الجمالية وقرايبي كلهم في الجمالية فأنا بحبه"، أسباب أفصحت عنها صباح جعلتها تؤيد مرشحها الانتخابي المفضل، غير مكترثة بحملات المقاطعة التي يتبعها بعض المحيطين بها، وتوضح: "أقاطع ليه، البلد مالهاش غيرنا".

لم تلتفت صباح لحجم إصابتها وعدم قدرتها على الوقوف والمشي لمسافات طويلة، وقررت المشاركة في العملية الانتخابية لاعتقادها أنها تجلب الرزق لكل من تعرفه بسبب زيادة عدد أصابعها كما أخبرها والدها في الصغر: "أبويا قالي إن صوابعي رزق وبتجيب الخير لأي حد ومنعني حتى أشيل الصباعين الزيادة".

وأفصحت "صباح" عن شكوكها حول حقيقة ما قاله والدها بصوت عالٍ: "مش متأكدة هي رزق ولا لأ"، لتعود بذاكرتها إلى عدد من المواقف التي تثبت صحة نبوءته لها: "أيوة كنت وش الخير على الاتنين اللي اتجوزتهم وبناتي الخمسة، اتجوزوا وخلفوا من غير ما أحس وهبقى وش الخير على السيسي كمان".

وانطلقت الانتخابات الرئاسية، أمس، وتستمر لثلاثة أيام، يتنافس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى. ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفاً و620 قاضياً من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفاً و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات. وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.