رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| "السيدة".. "عجوز سكندرية" تمتهن الخراطة لإعالة أسرتها

كتب: نرمين عصام الدين -

02:33 م | الخميس 22 مارس 2018

السيدة سمكة خراطة بالإسكندرية

أخشاب بأحجام مختلفة، ومعادن مجسمة، تتحايل عليها السيدة أحمد سمكة بيدها كي تتعامل مع آلة الخراطة وتعيد تشكيلها حسب طلب الزبون، مهنة ورثتها عن والدها، حيث تعمل بالمحل نفسه هي وشقيقاتها الـ3، بحي اللبان في الإسكندرية، الذي يكتظ بمحال الخشب وعمال الخراطة.

منذ صغرها امتهنت السيدة، أكبر أشقاءها الـ9 من الرجال والإناث، العمل على آلة الخراطة، بتوجيه من والدها الذي حرص على تلقينهن فنيات المهنة، والذهاب إلى الورش لجلب الخشب من الشبابيك والأرابيسك برفقة شقيقاتها حتى تزوجن، وبقيت هي الوحيدة التي تباشر محل والدها بعد أن توفى منذ أعوام طويلة لم تتذكرها.

ظروف خاصة أحاط منزل الأسرة الكائن بالحي نفسه، وتتكون الأسرة من 10 أبناء يجهلون القراءة والكتابة لعدم حرص الوالد على تلقيهم التعليم، بجانب والدتهم، التي كانت تلزم فراش المرض.

وتقول السيدة، التي قارب عمرها على الـ70 عاما، لـ"الوطن": "أبويا علم بناته الخراطة، عشان إحنا أول خلفته وهو بعديها جاب الولاد، وإحنا اللي علمناهم أصول المهنة"، مؤكدة أنها تركت المهنة منذ سنوات طويلة، إلا إنها تباشر العمل بالمحل على شقيقها وابنها وتقف بجوارهما، يوميا.

وتستكمل السيدة، التي تجهل القراءة والكتابة: "الزبون بيجيلي لما يبقى فيه أي مشكلة، وإحنا شغلتنا نربي زبون لأن ده أكل عيشنا"، فتفرغ خطواتها إلى ركنا آخرا بعيدا عن الخراطة، وترتب أطواق الخشب الدائرية وتشكل مجموعة أخرى منه، بجانب افتراشها بعض الحلوى والبسكويت كي تسترزق.

جانب مظلم في قلبها، إذ تحتفظ الأم بصورة ابنها المتوفى برباط يلف رقبتها، والذي صُرع قبل عامين في حادث طريق، لاحقا بوالده المتوفي منذ 10 أعوام، فأخذ الموت ابنها، تاركا لها حفيدين في عمر الزهور، كي تتولى مسؤولياتهم: "زوجي توفى في حادثة وابني نفس السبب، وعندي حفيدين، ربنا يعيني عليهم".

وتتابع: "هفضل أشقى عليهم، ومش عايزة أموت دلوقتي إلا لما أشوفهم متعلمين وكبار".

"أنا كبرت وصحتي بقت على قدي، مبقدرش دلوقتي أمسك الحديد وأتعامل مع الخراطة"، تقولها الأم بعد أن اعتادت الذهاب إلى الورش لجلب أعمدة الخشب، وخراطتها إلى أشكال متعددة، ذلك ما اجتهدت عليه سيدة هي وشقيقاتها حتى تزوجن إلا أنها وبرغم زواجها أكملت وقوفها على آلة الخراطة، معتمدة على معاش والدها.

"لازم البنت تشق طريقها، ولا تخضع للظروف"، بتلك العبارة اختتمت السيدة حديثها، موضحة أنها النصيحة الوحيدة التي كانت تريد توجيهها لشقيقاتها اللواتي استقرن ببيوتهن عند الزواج.

 

الكلمات الدالة