كان محمد أبوليلة، الشاب العشريني، خارجًا من مصنع والده في طنطا ليجري اتصالًا بأحد أصدقاءه ليفاجئ بطفل يحاول التعلق في ساقه، لينحني على الأرض محتضنًا إياه. 

"اعتقدت في البداية أنه تائها، فبدأت رحلة بحث عن أهله في وسط المحال والعمارات المجاورة، فيما لم يتعرف عليه أحد" بحسب محمد الذي يدرس بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. 

محمد يقول "اصطحبته إلى المنزل، وفوجئت بآثار كدمات على الوجه، وبالذهاب إلى الطبيب تبين آثار إطفاء سجائر في جسده"، ليضيف "توجهت بعدها إلى قسم ثان طنطا، وحررت محضر رقم 1222، للتعهد برعايته لحين ظهور أسرته".

ويتابع، لـ"هن"، "رفضت إيداع الطفل في دار رعاية أيتام، لشدة تعلقي به، واهتمام والدتي به، حيث أصبح الطفل الفرد السادس على أسرتنا المكونة من 5 أفراد".

"محمد" لم يكتف بذلك، حيث روى قصة الطفل عبر صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"، وأكد أن الطفل الذي يتراوح عمره ما بين العامين والعامين ونصف، لا يعرف سوى أن اسمه "عبده"، مشيرًا إلى أنه تلقى عروضًا مالية وصلت لملايين لرعاية الطفل والتكفل به.

وأكد "في رجال أعمال من دول الخليج وفي الخارج عرض مساعدات مالية ضخمة وأنا رفضت، أنا مش عايز مساعدات من حد، لأني قادر أتكفل بيه، وهافضل معاه لحين ظهور أهله".

وقال إن الهدف من التكفل به، ورفض تسليمه إلى أي جهة هو معرفة القصة وراء ذلك الطفل التائه، مضيفًا "لازم نعرف قصته عشان، لأن فيه أطفال زي عبده".

وتابع: "لو مظهرش حد، أنا أولى بيه من أي ملجأ"، مستكملا: "لو دار أخدته أمي هاتموت ولو أهله ظهر كلنا في البيت هنتعب نفسيًا". 

وأشار إلى أنه قدم الدعم النفسي للطفل من خلال إعطاءه دروس في التخاطب.