تقبع خلف أبواب البيوت الزوجية حكايات وأسرار، الخيانة هنا تحتل الصدارة، وكل محاولات المنطق في فهمها وإدراكها هو ضرب من الجنون، إلا أن حكاية "رغدة" غلبت كل منطق، فلم تكتف الشابة المتزوجة حديثًا بعلاقتها الآثمة، التي ربما تحملت فيها أنفاس زوجها كل ليلة على مضض، لتُحدث نفسها وتختلق الأعذار الواهية لتُسكت صوت ضميرها، إلا أن الجُرم الخفي تحول إلى جريمة مدبرة وغريبة في الوقت ذاته.

اختفاء "رغدة. أ. ع"، (18 عامًا – المقيمة بعزبة "شيكارة" بمدينة المحلة محافظة الغربية)، المفاجئ كان مدبرًا، فالزوجة الشابة تحايلت على حماتها، اتخذت من شراء حاجيات المنزل ذريعة للتسلل للخارج، ربما أسقط  هذا الاختفاء خوفًا داخل زوجها "محمد.أ"، (23 عامًا - عامل ميكانيكي)، الذي أبلغ الجهات الأمنية باختفاء زوجته في بلاغ لشرطة النجدة، يحمل رقم  1396 إداري مركز المحلة لسنة 2018، تلقاه اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية.

ربما تسبب خوف "رغدة" من القيل والقال، في زيادة حبكة فعلتها الآثمة، أو ترددها للعودة أدراجها والرضا بحياتها، إلا أن اعتقادها البائس باستحالة بدء حياتها من جديد، جعلها تنطلق في طريق الهرب بلا رجعة، لتتذكر حياتها التعيسة وتخطط مع عشيقها للانتقام، أو لعلها تنقذ ما تبقى من سمعتها، فكان الحل بادعاء الاختطاف، ويمثل العاشق دور المنفذ لجريمة الاختطاف، وتكون الفدية 5 ملايين جنيه السبيل الوحيد، لإضفاء الحقيقة على الواقعة، حسبما أدلت باعترافاتها في المحضر الرسمي.

الأجهزة الأمنية بالغربية، تمكنت من كشف غموض الواقعة، حيث أوصى مدير الأمن، بتشكيل فريق بحث جنائي قاده اللواء أيمن لقية مدير المباحث الجنائية، والعميد إيهاب عطية رئيس مباحث المديرية، لكشف ملابسات الواقعة والتأكد من وجود شبهة جنائية في الحادث من عدمه.

وكشفت التحريات الأمنية، التي أجراها العقيد محمد عمارة رئيس فرع البحث الجنائي بالمحلة وسمنود، أن الزوجة يوم الحادث أبلغت والدة زوجها بأنها ستذهب لشراء مستلزمات، للمنزل وفرت هاربة إلى مدينة طنطا، وتقابلت مع شخص تعرفت علية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لتستقر بإحدى الشقق بعزبة العجيزي، التابعة لقرية كوم علي بمركز قطور، واتصلت بزوجها، وادعت أن 3 أشخاص قاموا بخطفها وطلبوا فدية 5 ملايين جنيه، وإلا سيقومون بقتلها، الزوج توجه لوالد زوجته والذي يعمل خفيرا نظاميا، اللذان توجها إلى مركز المحلة لتحرير محضر باختطاف الزوجة.

وأفادت التحريات الأمنية، أن الزوج توجه لديوان مركز المحلة، كما أبلغ عن تلقيه عدة رسائل ومكالمات من أحد الأرقام عبر التليفون المحمول، وباستخدام التقنية الحديثة، تم تحديد مكان الزوجة وعشيقها، واتفاقها معه على اختلاق الواقعة للبقاء معه، وقيامها بشراء أحد خطوط المحمول دون بيانات، واستخدامه في الاتصال بالزوج وطلب الفدية، كما تم تحديد مكان الإقامة اللذان يقيمان به.

وبتقنين الإجراءات الأمنية وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، تمكن المقدم أحمد زايد مفتش مباحث مركز المحلة، والنقيب عمر أبوبكر رئيس مباحث المركز، وقوات من الشرطة السرية والنظامية من ضبط العشيق والزوجة.

وبمواجهتهما بما أسفرت عنة التحريات، اعترفا بقيامهما بالتعرف على بعضهما البعض عن طريق الإنترنت، ونشبت بينهما علاقة وتوطدت إلى أن قامت بالاتفاق معه بالتوجه إليه بمدينة طنطا، حيث توجها إلى عزبة العجيزي التابعة لقرية كوم علي بمركز قطور وأقاما مع شقيق العشيق.

وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن ظروف وملابسات الواقعة، وتحرر المحضر اللازم، وباشرت النيابة العامة للتحقيق في الوقائع المشار إليها.