"جبتيلي العار" ربما كانت الكلمة التي رددها "ع. أ" بحرقة وهو يسدد طعنات قاتلة لشقيقته، قابضًا على الـ"السكين" بكلتا يديه في ألم وتشنج، وكلما تذكر الأحاديث الجانبية التي يتهامس بها أصدقائه وجيرانه خلال سيره بجانبهم، وكيف شعر بالخجل من إلقاء التحية كعادته يصيبه الذعر؛ ليسدد لشقيقته طعنة أخرى، فلا تهدأ الأفكار في رأسه ولا يعبأ بالدماء التي غطت أرجاء الغرفة، ويبقى صوت الثأر صاحب الكلمة الأخيرة في عقل الطالب القروي.

تلقى اللواء ممدوح عبدالمنصف مدير أمن المنيا، إخطارًا من العميد هشام حسونه مأمور مركز شرطة ديرمواس، بتلقيه بلاغًا من المستشفى العام، بوصول "أ. أ"، (23 عاما - ربة منزل)، جثة هامدة، وبالفحص الطبي تبين وجود جروح طعنية بالرقبة والوجه، وجرح نافذ في الصدر، وآخر طعني بالبطن.

القصة بدأت وانتهت حينما قررت "أ. أ" مغادرة "العش غير السعيد" واللجوء لمنزل أسرتها، وبعدما تحولت حياتها الزوجية لسلسلة مشاحنات ومشاجرات يومية، قرار لم تعلم أنه سيُنهي حياتها للأبد وعلى يد شقيقها الأصغر أيضًا، خاصةوأنها تعيش في إحدى قرى مركز ديرمواس بمحافظة المنيا، فعادات الصعيد لاترحم المخطئ لاسيما إن كان "امرأة"، فلم يتحمل الأخ ما يتردد عن أخته المتزوجة عبر ألسنة أهالي القرية، قرر مواجهتها إلا أن نزعته القروية الصعيدية و"فوران دمه" حولا كلماته إلى طعنات قاتلة.

بانتقال أجهزة الأمن وسؤال والد الضحية، اتهم نجله "ع"، (18 عامًا – طالب)، بالتسبب في وفاتها، بسبب مشادة كلامية نشبت داخل مسكنهم تطورت بطعن الشقيق لأخته بآلة حادة "سكين"، وإصابتها حتى فارقت الحياة.

وأفادت التحريات الأولية التي أجراها المقدم محمد الدروي، رئيس مباحث مركز ديرمواس، بإشراف العميد منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية، أن المجني عليها متزوجة، ومقيمة بإحديى قريى محافظة أسيوط، وأنها عليى خلافات مع زوجها وتركت المنزل وتقيم في منزل والدها بإحدى قري مركز ديرمواس، منذ نحو عامين.

تمكن ضباط وحدة المباحث، من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وبرر ذلك بسوء سلوك شقيقته المتزوجة، التي تركت منزل زوجها، وتردد الأقاويل بين أهالي القرية بشأن سلوكها المعيب ما جلب له ولعائلته العار، وأرشد عن الأداة المستخدمة آلة حادة "سكين"، وأخطرت النيابة العامة للتصرف.