"بطاطا ببلاش بس اضحك".. دعوة لنشر البهجة، مدونة على لافتة صفراء، حملتها بين يديها شيماء عبد المنعم لأكثر من ساعتين بإحدى شوارع الدقي، ليوزع 11 من أصدقائها المتطوعين الحلوى و"بلايين" وفاكهة على المارة.

الاستغراب والفرحة سيطران على المتجولين خلال تفاعلهم مع "الحملة المبهجة"، وتروى شيماء لـ"الوطن": "اللي أخدوا مننا أكل استغربوا إننا مش عايزين منهم حاجة، ولا بنوزعها لدعاية انتخابية لحد"، لتستمتع بعدها إلى تغير ملامح جهوهم من العبوث والتفكير في هموم الحياة إلى الابتسامة، صاحبتها دعوات صادقة وتعليقات إيجابية كـ"لسه الدنيا بخير" و"البلد ديه هيفضل فيها حاجات حلوة". 

فكرة الحملة جاءت عقب اجتماع مطول لصاحبة الـ20 ربيعا مع 8 من صديقاتها، و3 زملاء لها، التفكير في تنفيذ حملة مبتكرة لإسعاد شخصيات لا يعرفوهم، كمهمة مكلفين بها بدورة إعداد قادة تابعة لجمعية رسالة الخيرية، ليتوصلوا إلى أن الأكل أقصر طريق لقلوب المصريين، ليجتمعوا مرة أخرى للتخطيط في تدشين نفس الفكرة في العديد من مناطق القاهرة الكبرى.

250 جنيها تكلفة الحملة لنشر "عدوى السعادة"، كما وصفتها صاحبة الـ20 ربيعا، بين أكثر من 200 شخص، الذي دفعتهم الصدفة للمرور في ذلك الشارع أثناء توزيع الأطعمة.

حالة من السعادة والرضا تملكتان بائع البطاطا "عم عاطف"، الذي حصل على مبلغ رمزي مقابل مشاركته في حملتهم، ويحكي ذو الـ40 عاما: "رغم إن مكسبي النهارده أقل من الأيام اللي فاتت، بس حاسس براحة وفرحة"، معتبرا أن ما فعله سيكون بالبركة على أبنائه الأربعة، الذين يستعدوا لامتحانات نصف العام.

"لما ربنا يفتح عليا هوزع أكل ببلاش كل شهر".. عهد قطعه عم عاطف على نفسه، بمجرد زيادة رأس ماله، لإيمانه بأن الله سيجازيه على إدخال السرور على قلوب الآخرين، بفرحة في الدنيا والآخرة، "خصوصا إننا شعب طيب أبسط حاجة تخليه مزقطط.