رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شقيقة إبراهيم أبو ثريا تروي لـ"هن" لحظة سماع والدته خبر استشهاده بمواجهات غزة: "انصدمت وغير مستوعبة"

كتب: نرمين عصام الدين -

11:39 ص | الأحد 17 ديسمبر 2017

صورة لعائلة الشهيد يجلس وسطهم

لحظة وقوع خبر استشهاده على إيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي وتقديم روحه فداء لوطنه، وسط قطاع غزة، كان المنزل منطفئا ضوئه، حيث انقطاع خدمة الكهرباء وكذلك وسيلة الهاتف والإنترنت، في صدفة اختارته، فلم تستطع والدته، تلك السيدة التي تبلغ من العمر 54 عاما، تلازم المنزل، سماع النبأ من جيرانه، وهم مهرعين إليها، مرددين لها: "ابنك استشهد"، بحسب ما قالت ياسمين أبو ثريا، شقيقته الصغرى.

وتقول ياسمين الحاصلة على مؤهل متوسط، إن والدته فور سماعها الخبر أصيبت بالصدمة، ونوبة من فقد الوعي استمرت لساعات، وحين استفاقت، رددت الدعاء له بالرحمة، وهي تجهش بالبكاء: "طالبها ونالها، راح شهيد"، وهي قاصدة نيته.

قبل أمس الجمعة، امتلأت أحاديث شقيقها إبراهيم مع والدته، بإلحاح طلبه في الشهادة الذي كان يهم لها بالدفاع عن بلده المحتلة: "أنا راجع شهيد"، بالتزامن مع اشتداد المواجهات والاحتجاجات التي نظمت تنديدا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فلسطين عاصمة لإسرائيل.

في المصيبة الأولى، إثر تعرضه لاعتداء من قبل قوات الاحتلال وفقد قدميه في 2008، حمدت والدته الله، وفي الثانية غير استوعبت، داعية له بالرحمة، وتقول ياسمين: "إحنا كلنا أصيبنا بالجنون، مش واعيين".

وبحسب حديث شقيقته لـ"هن"، شهيد غزة الذي يبلغ من العمر 29 عاما، كان يعول أسرته بالكامل الذين يبلغ عددهم 11 فردا، حيث لديه 6 شقيقات و 3 أشقاء، وتقول شقيقته ياسمين، والمتزوجة إنه كان يعمل بالصيد وبيع الخضار بالأسواق قبل إصابته، حتى انتقل بالعمل إلى تنظيف السيارات لجمع قوت يومه.

مرتكزا على كرسي متحرك، يستعين به لتماثل حركته، حيث كان يقطع مسافة قدرها 60 دقيقة من الوقت؛ من سكنه بمخيم الشاطئ غرب غزة، لأن يصل إلى مكان عمله، ليأخذ من قطعة من القماش وكمية من الغسول، ليعيش ويجمع قوت يومه على تنظيف السيارات، وفقا لتقرير أعده "سكاي نيوز"، قال به: "أنا بتحدى الإعاقة وبتحدى إسرائيل".

ياسمين لم تكمل تعليمها لضيق حال الأسرة، وكذلك أشقائها بينما شقيقة وحيدة تدرس بالجامعة، وتقول إن شقيقها الشهيد لم يتلق حظا من التعليم، تقولها بصوت يلائمه حزن الفقد: "الوضع صعب، نعيش بجتمع أصعب"، موضحة أن والدها متقاعد على المعاش.

وتتابع أن حلمه كان يقتصر على علاج إعاقته، بالاستعانة بالأطراف الصناعية، وكذلك جمع تكاليف زواجه: "كان نفسه يتزوج، ولكنه هيتزوج من الحور العين، عاش مظلوم ومات مظلوم".