عربة ملونة تحمل رسومًا لأطفال يركضون بطائراتهم الورقية، وآخرون يحملون كتبًا ويلونونها بألوان قوس قزح على رقعة خضراء وأسفل أشعة الشمس الساطعة، لتشير إلى عالم داخلي من الحكايات المتنقلة يفيض بالسعادة والحياة والترفيه والتعليم.

"حكايات على 4 عجلات" مكتبة متنقلة بعدد من المحافظات، دشنتها مؤسسة "مصر الخير" في مطلع العام الجاري، تحوي في داخلها عددًا من الأرفف والكتب التي جعلت من تشجيع الأطفال على القراءة والاطلاع ونشر الثقافة وتنمية خيالهم هدفًا رئيسيًا لها، حسبما أوضح زين ربيع مدير المشروع.

برنامج تثقيفي وتعليمي وترفيهي متنوع يحمل العديد من الفقرات للأطفال تقدمه "سيارة الحكايات" ببعض المحافظات، التي اقتصرت على القاهرة والجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا، نظرًا لصعوبة وصولها إلى المحافظات البعيدة لثقل وزن الصندوق الذي يبلغ نحو 6 أطنان، لتتوسع خطتها خلال الفترة المقبلة وتشمل عددًا آخر من المحافظات، ليصبح شعارها واقعًا فعليًا "كان يا مكان في كل مكان".

زيارات للمدراس والجمعيات الخيرية ومشاركات بالمعارض المصرية، أبرز الأماكن التي تتنقل بينها المكتبة خلال الأشهر الأولى من تأسيسها، حسبما ذكر ربيع لـ"هن": "زرنا 10 مدارس لحد دلوقتي وبنحاول نقعد مع الأطفال في أوقات الفراغ عشان مانأثرش على مسار اليوم الدراسي".

لا يقتصر برنامج "حكايات على 4 عجلات" على تصفح الأطفال للقصص المتنوعة، بل يعكف زين ربيع على جذبهم بشتى الطرق، فمنهم الحلقة النقاشية التي تسهم في توعيتهم ببعض الأمور أو مناقشة مغزى بعض الحكايات، والفقرة الغنائية المتمثلة في أغنية "إحمد ربك" التي تمثل دعوة للتعايش وتقبل الآخر بين الأطفال من مختلف الأعمار، فضلا عن فن الحكي الذي يواظب ربيع على تقديمه.

تفاعل شديد يلاحظه الشاب الثلاثيني مع الأطفال خلال فقرات البرنامج، فيطالبونه بتكرار الغناء والحكايات عدة مرات: "لما بروح نفس المكان مرتين بلاقي الأطفال حافظين الأغنية وبيطلبوا مني حكايات معينة".

"حكايات زيكو وسندريلا والجميلة النائمة" أبرز القصص التي يطلبها الأطفال من الشاب زين ربيع في أغلب الأماكن التي تزورها "سيارة الحكايات" في مختلف محافظات الجمهورية، مؤكدا أهمية غرس قيم وأخلاقيات إيجابية من خلال حكي تلك القصص التراثية، أو التغيير في محتواها الأصلي للتوعية بمفاهيم أخلاقية جديدة تواجه المحتوى السلبي الذي يتعرض بعض الأطفال عبر الإنترنت.