فنانة مميزة عاشت حياة خاصة ورحلّت عم عالمنا بشكل جدير بالاحترام، فبعهد نحو ربع قرن من اعتزالها الفن، ظلّت شادية محل أنظار الجميع هيبة خاصة وحياء من الله ترقى له الأراوح، وتوفت تاركة خلفها جمهور يحترمها ويعشق فنها، الذي طالما أثرته بتسليط الأضواء على قصص اجتماعية جسدت فيها المرأة المصرية في كل حالتها، لكن قبل رحيلها بأيام تركت «معبودة الجماهير» وصية من نوع خاص لجمهورها.

فكشفت الفنانة المصرية نجوى فؤاد، عقب الوعكة الصحية الأخيرة للراحلة شادية، عن تطورات الحالة الصحية لها، مؤكدة أن الأطباء تمكنوا من إذابة الجلطة الدماغية التي تعرضت لها مؤخرًا، مشيرة إلى «أنها ذهبت لزيارتها في المستشفى وتم منعها من الدخول وذلك لأن الفنانة شادية أوصت أن لا يراها أي شخص مهما كان حتى لو كان من عائلتها وهي مريضة وذلك لأنها غير مرتدية للحجاب، ولا تريد لأي شخص أن يراها في هذه الحالة».

وهو ما يعيد إلى الأذهان رفض الراحلة الظهور الإعلامي سابقا، وحسبما ذكرت "إرم" طلبت شادية من أقاربها عدم التقاط أية صور لها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وداعبت الجميع "أنا مليش في الفيس بوك وبلاش تحطوا لي صوري زي بنات اليومين دول"، وذلك كما ذكر أحد المصادر القريبة جداً من الفنانة الكبيرة خلال احتفالها بعيد ميلادها الثمانين، وسط عدد قليل جداً من أفراد عائلتها وكعادتها الذي حرصت فيه على الخصوصية الشديدة والبعد عن الإعلام وكاميرات المصورين والصحفيين ورفضت دعوة أي شخص من خارج الأسرة لهذه المناسبة.

وكانت الفنانة الكبيرة شادية، رحلّت عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض، ومن المقرر أن تشيع جنازتها من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة غدًا استجابة لوصيتها.شادية أحد أهم الفنانات المصريات اللاتي تركن إرثًا فنيًا كبيرًا، وُلدت على بُعد خطوات من قصر "عابدين"، وعند ولادتها الأولى لم تكن تُعرف سوى باسم "فاطمة"، هو الاسم الذي اختاره والدها أحمد كمال شاكر، وبحرفية ونضج شديد استطاعت التقلب بين الأدوار لتتحول من "دلوعة الشاشة" إلى "معبودة الجماهير"، "غول تمثيل" تستطيع تأدية أي دور مهما كانت درجة صعوبته، وتجاوزت الأدوار التي قدّمتها خلال مشوارها الفني حاجز الـ100 فيلمًا بجانب مسرحية واحدة.