رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

"آمال" تتحدى الإعاقة.. برعت في التسويق الإلكتروني وتحلم بتأسيس مدينة فاضلة لذوي الاحتياجات

كتب: نرمين عصام الدين -

02:31 ص | السبت 18 نوفمبر 2017

آمال حسين

حادثتان كانتا سببا في إصابة آمال حسين فهمي، بكسر في مفصل الركبتين، ما جعلها تمكث بمنزلها، قبل 30 عاما، بعد إجراء عدة عمليات جراحية، مستعينة بـ"الكرسي المتحرك" في أغلب الأوقات.

قبل إصابتها المفاجئة، تزوجت آمال وأنجبت 3 أبناء، ثم فكرت صاحبة المؤهل المتوسط باستكمال تعليمها، ودرست الإعلام المفتوح بجامعة القاهرة، موضحة أنها في بادئ الأمر عملت بإحدى شركات السيارات الخاصة لبيع "الإكسسوارات"، حيث كانت تديرها، إلا أنها تزوجت ولزمت منزلها "الجديد".

ونظرا لشقيقها الذي يعمل بـ"الصحافة" تخطت تلك المرحلة، وأقبلت على ممارسة تلك المهنة.

واستمرت "آمال"، التي تقطن بمحافظة الجيزة، في ممارسة مهنة الصحافة لـ5 سنوات، بعدد من الجرائد الخاصة، تعتكز على حركة قدميها ببطء وتسير لإتمام بعض التغطيات: "كنت بروح أغطي مؤتمرات رغم محدودية حركتي".

قبل 4 سنوات، اتجهت بعد ذلك إلى العمل بالتسويق الإلكتروني، صدفة، لتجده عمل "مربح"، مستغلة مكوثها بالمنزل.

وأوضحت لـ"هن": "بشتغل في تسويق الملابس عبر المواقع، واتعلمت بخطوات ذاتية، وبدأت اتعاقد مع عدد من المستوردين".

وأضافت "آمال"، التي تبلغ من العمر 52 عاما، أن "التسويق الإلكتروني عمل شغل بالها"، موضحة: "كل اللي بيشوفني على النت بيعجبه أسلوب عرض المنتج، وبيلاقيه مميز وبيشتري".

وتتابع، أنها تعمل بالتسويق في أوقات فراغها بشكل يومي، لتجدها تستخدم شبكة الإنترنت خصيصا في أوقات المغرب، وتوضح: "عشان ده وقت رجوع الموظفين، ودايما ملائم لنزول المنتج وعرضه".

وتعلق آمال على تخصيص الرئيس عبدالفتاح السيسي 2018 عاما لذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة: "ليه السنة الجاية، ليه مش دلوقتي".

وتتابع أن كل مواطن من تلك الفئة له الحق في الحصول على معاش، ونفقة علاج دون أي شروط وقيود من الدولة، موضحة أنها تنعم عن غيرها ممن يعانون قلة الحركة، وتقول: "أنا عندي كرسيين متحركين، ومش عارفة أنزل ولا أتحرك، ما القوانين تتحرك من دلوقتي".

تمسك "آمال" بإحدى كرسييها، لتكمل سيرها على الأسفلت، قائلة: "لا فيه معاش ولا حتى أرض الشارع ممهدة، مش عارفين نمشي عليها بالكراسي".

في محاولة الحصول على معاش من صندوق التكافل الاجتماعي، أبلغها أحد الموظفين، بأن لها زوج يعولها "عشان كده مطلعتوش، وهم ميعرفوش الظروف، والحقوق"، موضحة أن زوجها متقاعد على المعاش، حيث يبلغ من العمر 66 عاما.

وتحلم "آمال" بإنشاء مدينة متكاملة الخدمات خاصة بذوي الاحتياجات، وإن كانت مساحة الوحدة بها 70 متر مربع، مضيفة: "ويجب توفير فرص عمل بها خاصة لينا دون شروط، على أن تجد سهولة في التعامل مع روادها، خلافا لما تعانيه دائما من "تعنت" غيرهم في المؤسسات.

وتوضح: "لأننا مش بنلاقي حد يساعدنا، ودايما بيردوا فوتي علينا بكرة".

وتكمل "آمال" وصف المدينة الفاضلة المخصصة لذوي الإعاقة التي تحلم بها، قائلة: "وكمان من حقوقنا نستمتع  بالرحلات والحفلات المجانية، نفسي صوتي يوصل للريس".

كرمت "آمال" في 2005 كأم مثالية، وتقول إنها أسرة لا يعولها أحد، وإنها ألحقت أبنائها بـ"الجيش" في أصعب أوقات مرت بها، معللة: "علشان يكونوا في صفوف المدافعين عن بلدهم".