نشأت في أسرة فنية تهوى الفن والرسم، تأثرت بأسرتها التي كانت لها الجزء المُلهم لها فأعمامها وعماتها تخرجوا في كليات التربية الفنية بمحافظة المنيا فكانت طفولة مليئة بالألوان والرسومات، اشتهرت بين ليلة وضحاها خلال الفترة الماضية بـ"نحاتة المنيا" فأصبحت هي الوجه المُشرف  للمحافظة رعم صغر عمرها، 23 عامًا،  فأصبحت حديث الجميع من رواد مواقع التواصل الإجتماعي ومن أشخاص لا تعرفهم وذلك بعد مقابلتها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في معرض المشغولات اليدوية بمنتدى الشباب العالمي وإشادته بتمثالها الذي صممته وخصصته للمؤتمر.

وإليكم نص الحوار مع "نحاتة المنيا" مي عبدالله لـ"هن":

*حدثينا عن نشأتك بمحافظة المنيا، وهل كان لها دور في تأثير بالفن ودخول كلية الفنون الجميلة؟

النشأة من البداية فنية، فأنا أكبر إخوتي الصبيان، تأثرت بأهلي من ناحية الأب فأغلبهم فنانون درسوا ونشأوا وسط الألوان والرسم وتخرجوا من كلية تربية فنية جامعة المنيا، وكان هناك احتكاك بيني وبينهم أثناء عملهم بالرسم، كنت أحب مشاهدتهم أثناء عملهم، حيث إنني لم أدرِ شيئا عن فن النحت مُنذ كنت صغيرة، "وعيت على الرسم والألوان بس" ولكنها كانت الباب لي للدخول في مجال الفن والأحتكاك بفنانين والالتحاق بكلية الفنون الجميلة بمحافظتي "المنيا" والتدرج أثناء الدراسة حتى أدركت أهمية كل قسم بالكلية وكانت رغبتي من بداية معرفتي بأقسام الكلية الالتحاق بقسم "النحت".

*ما الذي جذبك إلى الالتحاق بقسم النحت من البداية؟

شعرت أن عملي بقسم النحت بيظهر في أحسن صورة له على عكس شغلي في باقي الأقسام بالكلية، على الرغم أنه أصعب قسم بالكلية ويحتاج إلى مجهود أكبر وعمل كثير وخطوات متعددة لكي أخرج بتمثال كما ينبغي أن يكون.

*ما هي المنحوتات التي قمتِ بعملها حتى الآن؟

تماثيل مشروع تخرجي 8 شخصيات من رموز الفن الجميل، مثل ماري منيب، عبدالفتاح القصري، أحمد فرحات، محمد رضا "المعلم"، حسن فايق وغيرهم، وبعض من التماثيل التي قمت بعملها ونحتها أثناء الدراسة كتكاليف لإعطائها لأساتذة المواد بالكلية، والتمثال الذي خصصته لمنتدى الشباب العالمي والذي طُلب مني أن أقيم به بحيث يكون عبارة عن تمثال يعبر عن الوحدة والسلام والتعاون الدولي العالمي بين شعوب العالم، لذا قمت بتصميم التمثال بحيث يكون هرما لكي يعبر عن الحضارة المصرية فوقه كرة يحمله عدد من الشباب وحاولت أبرز أن يكونوا من كل أنحاء العالم "مصري، عربي، إفريقي، أوروبي، صيني، ياباني" لكي يشعر من يأتون إلى المؤتمر أنه جزء مشارك وفعال به.

* ما شعورك أثناء مشاركتك بالمنتدى؟ وكيفية حصولك على الدعوة؟

شعرت بالسعادة الغامرة مُنذ تسلمت الدعوة بيدي وشعرت بالفخر بأني جزء مشارك بالمنتدى له دور وخاصة بعد علمي بأن الاختيار قد وقع على الأفراد المتميزين في كل مجال "ماكنتش متوقعة اللي حصل"، وحصلت على الدعوة من مكتب رئاسة الجمهورية.

*ما كواليس الحديث مع رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي؟

التمثال كان موضوعا في وسط الأعمال اليدوية بالقاعة حيث إنه هو التمثال الوحيد المُخصص للمؤتمر، سلمت على الرئيس عند دخوله القاعة واقترابها من التمثال وشرحت له تفاصيل عمل التمثال، كان سعيدا من شرحي للتمثال وحديثي معه وبعد ذلك تبادل بعض الجمل بمزح قائلًا "عايزة أشتريه منك وقوليلي بكام علشان أفاصل معاكي" ولكن رفضت وقلت له إن التمثال إهداء مني له، ورأى باقية تماثيلي مثل الـ8 شخصيات وبدأ يتعرف على كل واحد منهم، وبعد خروجه من القاعة الحراس جاءوا لأخذ التمثال هدية مني له.

*هل ستذهبين إلى قصر الرئاسة بالاتحادية لنقش اسمك عليه؟

سأذهب إلى القصر لعدم تمكني من كتابة اسمي على التمثال ونقشه حيث قمت فقط بلصق ورقة مكتوبة عليها اسمي  لذا سأذهب إلى القصر ولكن لم يحدد الموعد بعد.

*ماذا عن أخبار تعيينك بكليتك بمحافظة المنيا؟

تخرجت في الكلية مُنذ 5 شهور تقريبًا، والأولى على دفعتي بالكلية ولم يكن هناك أخبار عن التعيين بالكلية ولكن تقدمت لكي أحصل على درجة المُعيدة بالكلية ولا توجد أخبار حتى الآن بشأن تعيني.

* ما الخطة المستقبلية التي تريد وضعها لكي تسير حياتك المهنية على أساسها؟

أنوي استكمال طريقي بممارسة النحت وتدرجي فيه حتى أصل إلى درجة الاحترافية وتلقى أعمالي رواجًا بين العامة والفنانين، وسأشترك في معرض للأعمال المنحوتة بالزمالك حيث سأشارك بـ20 تمثالا فيه ولست مُقيدة بشخصيات عامة فقد أشارك بوجوه شخصيات غير مشهورة، وذلك وفقًا للوقت الذي أستطيع إنجازها فيه، وسأحاول بعد ذلك وصول تلك المنحوتات خارج مصر.

*وبخصوص التكريم بمهرجان "أوستراكا للفنون وتنظيم المعارض" هل حصلتِ على التكريم؟

لم أحصل على تكريم حتى الآن وبخصوص تكريم أوستراكا تم إلغاؤه بسبب حضوري بالمنتدى فلم يتم التوفيق في المواعيد بين المهرجان والمنتدى وذلك لإقامته خلال الفترة من 4 نوفمبر إلى 17 والذي يخالف موعد مشاركتي بالمنتدى من الفترة 4 إلى 10 نوفمبر، على الرغم من رغبة الفنان التشكيلي "محمد حميدة" ولكني لم أستطع الحضور بالمهرجان.

*ما المدة التي استغرقها صناعة ونحت تمثال المنتدى؟

استغرق حوالي 20 يومًا، وشهرا لتحويله إلى برونزي وإلى الشكل النهائي الذي عليه الآن.

*كيف تحولت الصدفة في نحتك لتماثيل مشروع تخرجك إلى واقع نال إعجاب الجميع؟

كانت البداية عمل تمثال لـ"عبدالفتاح القصري" فكان غير تابع لمشروع التخرج وفكرته وعند عرضه على أستاذ المادة أُعجب الفكرة فجاءت إلى ذهني خاطرة لتحويل تلك الفكرة الصغيرة لمشروع تخرج كبير يجسد عددا من شخصيات ورموز الفن الجميل بطريقة الكاريكاتير ووقع اختيار المكان ليكون مسرح الجامعة تخليدًا لذكراهم، حيث تلقيت بعد المشروع ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الإشادة من أهل الفنانين من خلال المكالمات التي تلقتها منهم مثل أهل الفنان محمد رضا، فعبروا لي عن مدى إعجابهم بالتمثال قائلين "حاسين إن  جزء من حق بابا الفني رجعله"، وتلقيت أيضًا مكالمة من الفنان أحمد فرحات وقال لي إنه يريد تمثالا مثل المصنوع لمشروع التخرج، وأهل الفنانة المشهورة بـ"زيزي" في فيلم "عائلة زيزي".

*ما رأيك في لقبك الجديد "نحاتة المنيا"؟

ارتباط اسمي بمحافظتي المنيا يسعدني فهي محافظتي التي نشأت فيها وكليتي التي درست بها تابعة لها فهي من أفضل الكليات التي تقوم بتدريس فنون جميلة بكل أقسامها، لذا فهذا اللقب يعني لي الكثير من الفخر.

*كيفية تخطيكِ صعوبة التنقل من المنيا إلى القاهرة لمباشرة أعمالك النحتية في المعارض؟

أُعاني من المسافة البعيدة والسفر الذي يستغرق وقتًا طويلًا كي أصل إلى القاهرة، وهناك خطة حول استقراري بالقاهرة لمباشرة المعارض الذي سأشارك فيها.

*ما الكلمة التي توجيهها لطلاب قسم النحت بكل محافظات الجمهورية لشعور بعضهم بطاقة سلبية ناتجة لعدم شهرة فن النحت بمصر؟

تغيير الفكر التقليدي على أن النحت فن غير مشهور بين أوساط الناس، وذلك ناتج عن عدم معرفة البعض بالنحت ولكن عندما تقوم بالشيء الذي تحبه بمهارة مع الإيمان بذلك سيصل الحب من المصنوع إلى الأشخاص وبالطبع الفنان سيجد طريقه للنجاح في عمله وفنه.

* من القدوة التي ترين فيها جزءا ملهما ومعبرا لكِ في المستقبل؟

أريد أن أعبر عن شخصيتي في كل عمل أقوم به ولا أريد التأثر بأفكار أو أعمال لأحد، ولكني أتعلم من أساتذتي بالكلية فهم أكثر أشخاص قاموا بدعمي في هذا المجال من بينهم أُدين بالفضل للدكتور محمد جلال.

*ردود فعل الأهل بعد الشهرة الواسعة التي حصدتيها بعد المنتدى؟

سعداء بي ويشجعونني لاستكمال ما الذي بدأته، ألتمس الفخر في أعينهم، فأصبحت أيضًا مشهورة بين أرجاء بلدتي في المحافظة وأثناء سيري في الشارع  أجد كلمات تشجيع "شرفتينا، برافو عليكي"، حيث زملاء أمي في العمل لم يكونوا يعلمون ابنتها النحاتة التي اشتهرت بصناعة وتجسيد رموز الفن الجميل. 

*وجهي كلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي؟

أشكره على الدعم المعنوي الذي يبثه بين الشباب وقدرته على استيعاب وسماع مطالبهم ومقترحاتهم، فالمنتدى خُصص للشباب وسماع أصواتهم وآرائهم المختلفة ليجدوا نقطة اتفاق، فتلك الخطوة مميزة لكونها تهتم بالشباب وبأحلامهم.