رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| "واندرويل" أول فتاة تجوب العالم بسيارتها.. دخلت مكة بزي رجالي وأتقنت 11 لغة

كتب: يسرا محمود -

07:12 م | الأربعاء 27 سبتمبر 2017

صورة أرشيفية

رحلة طويلة خاضتها مراهقة كندية بسيارتها حول العالم، لتحفر اسمها بين طيات صفحات التاريخ، كأول فتاة تجوب بعربتها معظم دول العالم، في مطلع القرن العشرين.

ببنطال رجالي فضفاض وهيئة تشبه متطوعي الكشافة، بدأت "ألوها واندرويل" ذات الـ16 ربيعا رحلتها في عام 1922، داخل عربة صغيرة من طراز "تي فوردز"، التي تنقلت بيها عبر 43 بلدا داخل 4 قارات، بعد اختيارها في "بعثة واندرويل"، لتنضم إلى حملة استكشافية في إفريقيا والشرق الأوسط، مرورا بآسيا وأوروبا وأمريكا، تتضمن تصوير فيلم وثائقي عن أحوال البلاد، لتؤهل للفوز بمليون دولار فور نجاح البعثة.

"مصورة سينمائية ومترجمة وسائقة وممثلة وخياطة".. أدوار متنوعة لعبتها الفتاة  الشقراء خلال ترحالها على مدار الـ15 عاما ، لإتقانها للفرنسية والإسبانية والإيطالية واليابانية، وتمكنها من التحدث بـ7 لغات أخريات، بالإضافة إلى جديتها في العمل، لتحصل بجدارة على منصب مساعد رئيس الرحلة الاستكشافية.

أوصاف دقيقة للبلدان ملئت مذاكرت "واندرويل"، التي نُشرت بعنوان "دعوة إلى المغامرة"، تكشف فيها تفاصيل رحلتها، لتجسد بقلمها معاناة المواطنين في "بورنيو" وسط ساحات القتال بفرنسا، وترصد انبهارها بالآثار الفرعونية خلال سفرها إلى مصر، بعد عامين فقط من فتح عالم الآثار "هوارد كارتر قبر "توت عنخ آمون"، وتحكي عن تنكرها في زي رجل، للدخول إلى مكة والصلاة داخل الأراضي المقدسة.

ظروف شاقة واجهت، في رحلتها إلى الهند والصين، لعدم استطاعتها الحصول على "بنزين" لنشوب حرب أهلية، لتستعين بـ"الكيروسين" والمياه المختلطة بالدهون كوقود، حسبما ذكر موقع "atlas obscura".

"كنت في ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى، وتألمت من الطوابير الطويلة أمام مخازن المخابز، بحثا عن لقمة عيش لينهال على الحشود طلقات النار".. كلمات وصفت بها  الرحالة الكندية، معاناة الشعب الألماني مع أهوال الحرب في مذكراتها، التي تضمنت صور موثقة للأحداث.

"المسترجلة المستقلة".. هكذا تصف أول رحالة بالسيارة في العالم نفسها، محاولة طمث معالم أنوثتها بالملابس الفضفاضة، والحديث بشراسة، إلا أن الحب تسلل بهدوء إلى قلبها، لتتزوج صديقها في المهمة الاستكشافية "فاليريان يوهانس بيكينسكي"، المعروف باسم "كاب" في 1925، ليستقران في الولايات المتحدة، منجبين طفلين، ويحصلنان على الجنسية الأمريكية، وبعدها استكملت أسرة "كاب" الصغيرة رحلتهم إلى كوبا وجنوب إفريقيا.

وفي عام 1932، اغتيل "بيكينسكي" على يد شخص مجهول على متن يخت، لتتزوج الرحالة بعد سنوات بالمصور "والتر بيكر"، ما عرضها لهجوم حاد من الصحف العالمية، متسغربين من قرار ارتباطها برجل آخر، بعد مقتل زوجها في ظروف غامضة، متهمينها بالمشاركة في اغتياله، إلا أن العروسان تجاهلا الإعلام، واستمران في السفر والتصوير.

رحلة مليئة بالتجارب والخبرات، سردتها "أندرويل" في محاضرتها في فترتي السبعينات والثمانينات، لتفارق روحها الحياة في 4 يونيو 1996 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بعد أن أتمت الـ89 عاما.

الكلمات الدالة