رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

آنيسة حسونة تحكي تجربتها مع "السرطان": "لن أستسلم.. فلم أشبع من أحفادي بعد"

كتب: سارة سند -

11:25 ص | الأحد 10 سبتمبر 2017

انيسة حسونة

كشفت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، عن مفاجأة إصابتها بمرض السرطان، موضحة في تدوينة عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك"، معاناتها مع المرض.

وقالت حسونة: "في مثل هذا الوقت من العام الماضي جلست أستمع في ذهول للطبيب الذي نصحني بترتيب أموري المادية وغيرها قبل موعد مغادرتي المحتوم لهذه الحياة، لم أفهم كلماته حينها أو أستوعبها فانزلقت بوقعها القاسي على إدراكي، وكأنها قطرات ماء تنزلق على زجاج دون أن تترك به أثرا، بينما ظللت جالسة أمامه في سكون وزوجي والبنات مثلي، وعقلي يدور بسرعة 360 درجة في الثانية بين مختلف الاحتمالات، وأنا غير مصدقة أن ذلك يحدث لي في الواقع، وأنني قد أصبت بهذا المرض الخطير فعلا".

وأضافت في منشورها: "استمررت في النظر إلى وجهه وهو ما زال يتحدث وأنا أتساءل في ذهني ماذا أفعل هنا؟ لا بد أن هذه الإشاعات وتقريرها يخصان مريضة أخرى، وأن خطأ ما قد حدث بتسليمها لي كما يحدث في الأفلام السينمائية، وأن شخصا سيفتح باب الغرفة فجأة ويعتذر عن هذا الخطأ الجسيم، ويخبرني أن نتائج الأشعة الخاصة بي سليمة وأنني على ما يرام، وبالتالي نتنفس الصعداء ونغادر جميعا المركز الطبي سعداء ونعود لحياتنا العادية، ويمكنني بعد ذلك أن أضيف هذه القصة إلى محصول القصص الكوميدية التي نحكيها عما يحدث لنا".

وتابعت: "عندما خرجت جزئيا من حالة الذهول التي أصابتني بدأ ذهني يتساءل لماذا أصابني أنا السرطان؟ وكيف؟ ولماذا أنا بالذات؟ فأنا لم أتسبب في إيذاء أحد طوال حياتي وعاملت الناس دائما بالحسنى كما أحب أن يعاملوني وكنت دائما ودودة لأن الابتسامه صدقة، فهل الإصابة بهذا المرض عقاب على ذنب ارتكبته؟ أم أن معاناتي المتوقعة ستكون في ميزان حسناتي وتقلل من ذنوبي في الآخرة؟ أيا كان الأمر فأنا لا أرغب أن أكون مصابة بالسرطان، وبينما أدرك أنني يمكن أن أغادر الحياة في أي لحظة ولأهون سبب، ولكني لا أريد أن أعرف أن مصيري قد أصبح محتوما قريبا بسبب المرض. وهل معنى ذلك أنني لن أعيش لأشاهد أحفادي يكبرون وأفرح بنجاحهم؟ وماذا سيجري لي نتيجة العلاج شديد الوطأة والذي أسمع أنه يهاجم الخلايا السليمة مثلما يهاجم الخلايا الخبيثة؟ وهل سأحتمل نظرات الشفقة ممن يحيطون بي؟ وهل ذهبت أحلامي بشأن خططي المستقبلية مع عائلتي أدراج الرياح؟ وهل سأستطيع مواجهة الناس بحقيقة مرضي أم سأخشى مثل الكثيرات الخروج علنا للحديث عن مرضي ومعاناتي خوفا من استهجانهم أو دهشتهم؟".

وأكملت: "بعد صمت طويل وتردد أطول لشهور طويلة قررت أن أتصرف بطبيعتي وأواجه مخاوفي من احتمال عدم تقبل الآخرين لمظهري الجديد بعد خضوعي للعلاج من مرضي المفاجئ، فالكثير ممن حولنا يتوقعون منا أن نظل دائما في أحسن صحة وحال رافضين قبول أي علامات ضعف أو مرض علينا، وكأنه من قدر النساء في عالمنا أن يتحملن آلامهن في صمت حني يستطيع الآخرون أن يستمروا في الاعتماد عليهن باطمئنان كالعادة، ولذلك فإنه اعتمادا على الدعم المستمر من عائلتي استجمعت شجاعتي بعد أن سئمت التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، وقررت أن أشارككم تجربتي الواقعية مع مرض السرطان الخطير، والذي فتح صفحة جديدة غامضة في حياتي وحياة عائلتي وغير من مظهري وجوهري بتأثير العقاقير والجراحة وجلسات العلاج الكيمياوي".

واشارت حسونة إلى أنها جاهدت نفسها طويلا للتظاهر بأن كل شيء يسير كالمعتاد: "أؤمن الآن أن الوقت قد حان لكي أخرج الي العلن وأفتح لكم قلبي بشأن قصتي مع السرطان، وماذَا حدث فيها وما هو مصيري المنتظر وفقا لما يظنه الأطباء، وأعتقد أن هذه المصارحة الشخصية التي تستلزم قدرا كبيرا من الشفافية تساعدني على مواجهة الحياة بشكل أفضل، فأنيسة ستظل كما هي في نظر من يحبونها، فإصابتها المرضية لن تغير فيما ترغب فيه من هذه الحياة بل ربما ستعيد ترتيب أولوياتها بشكل أفضل وأكثر واقعية، وتفتح آفاق جديدة للاستمتاع بنعم الحياة الكثيرة في فترة أقصر بينما تدق ساعة العمر، وأملي أن تسهم تجربتي الخاصة في إعلام الآخرين بالمزيد عن هذا المرض الخبيث وزيادة الوعي حوله، وربما تلهم البعض الآخر من المصابين به بضرورة الاستمرار في مكافحته مهما كانت الظروف، وفي جميع الأحوال فأنا لن أستسلم، ولن أرفع الراية البيضاء أمام هذا المرض مهما كانت خطورته؛ فأنا لم أشبع من أحفادي بعد، ولم أحتضن وأُقبل بنتيَّ بما فيه الكفاية، وأحزن على ما سيفوتني من مُتع صغيرة كثيرة كنت أدخرها لرحلاتنا المُقبلة معًا، ولا أرغب في أن أختفي من حياتهم بعد، فحياتي هي حياتهم، والعمر ليس له قيمة بدون وجودهم حولي ومعي".

وأعلنت حسونة أنها ستحكي عن تجربتها الأليمة مع مرض السرطان في كتاب: "سطرت هذه التجربة الحياتية القاسية في كتاب سيصدر خلال الأسابيع القليلة القادمة إن شاء الله، وأتمنى أن تجدوا به ما يثير اهتمامكم ويساندكم في بعض اللحظات التي قد تبدو فيها الدنيا وكأنها قد أغلقت الباب في وجوهنا، رغم أن شعاع الأمل يظل دائما موجود بشكل أو بآخر ليحمينا من الانهيار، ويدعمنا في مواجهة الهواجس والقلق والخوف من المجهول".

الكلمات الدالة