رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

تفاصيل حياة عائلة لاجئة بألمانيا: "ظننت أني تركت مشاكلي خلفي"

كتب: وكالات -

01:33 م | الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

صورة أرشيفية

منذ سنوات قليلة، لم تستطع موشكا محمدي القراءة أو الكتابة، أما اليوم، وبعمر 11 عاما، أصبحت هذه اللاجئة الأفغانية طليقة باللغة الألمانية، وتساعد والديها في الترجمة بين اللغة الدريّة والألمانية. 

وفي أفغانستان، لم تتمكن محمدي من حضور سوى يوم واحد في المدرسة، في غرفة مخفية بعيدا عن مقاتلي حركة طالبان، لكن اندلعت بعدها مواجهات في القرية، أدّت إلى هروب أسرتها إلى العاصمة كابول أولا، ومنها إلى ألمانيا في العام 2015.

كانت أسرة محمدي من المستفيدين من سياسة الباب المفتوح التي تبنتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 2015. لكن، وبعد توافد ملايين اللاجئين بعدها، بدأت المدن الألمانية باحتضان أعداد من اللاجئين تفوق قدرتها الاستيعابية. 

وزارت CNN بلدتي آلتنا وباوتسن، اللتين استقبلتا عددا غفيرا من اللاجئين، لرؤية مدى نجاح سياسة ميركل من هذين المثالين.

وكانت بلدة آلتنا الصناعية تعاني ركودا اقتصاديا، بعد إغلاق معامل الحديد فيها، وانخفض تعداد البلدة السكاني بنسبة 10% بعد أن هاجرت أسر بأكملها. 

لذا، عندما بدأ اللاجئون بالتوافد، وجد عمدة البلدة أنه إلى جانب العامل الإنساني، فإن البلدة بحاجة للترحيب بهؤلاء اللاجئين. 

واستضافت البلدة 400 لاجئا، ونظّمت لهم برامج بإشراف أساتذة متطوعين لتعريفهم على الثقافة الألمانية ومساعدتهم في الإجراءات الرسمية الطويلة.

ويذكر العمدة، أندرياس هولستاين، أن تجاوب اللاجئين يتراوح ما بين من تأقلموا وتعلموا اللغة بسرعة، والذين لم يتمكنوا من تعلّم اللغة، ومن جهة ثانية، لم يتقبّل بعض الأهالي هؤلاء السكان الجدد، حتى أن رجلا شابا رمى قنبلة نارية في منزل أسرة سورية لاجئة، أدت إلى إصابة كافة أفرادها. 

لكن وفي المقابل، كانت هناك أصوات مرحبة من أهالي البلدة، مثل بيرناديت كوبمان، التي تشرف على تدريب أسرتين لاجئيتين، بينهما أسرة محمدي. 

وتقول كوبمان: "لدي حياة مثالية وأطفال بصحة جيدة، ونعيش في بلد لم تختبر حربا منذ سنوات طويلة، أما غيرنا لم يحالفه الحظ، واختبر الحرب والخيبة والفقر، ولا أعتقد أن طلب المساعدة أمر كبير".

وتزور كوبمان تلك الأُسر على الأقل مرة في الأسبوع، وتعلّمهم اللغة الألمانية. 

"ظننت أني تركت مشاكلي خلفي" 

وعلى بُعد 500 كيلومتر من آلتنا، وفي بدلة باوتسن، يسعى اللاجئ السوري يحيى، البالغ من العمر 21 عاما، إلى مغادرة ألمانيا بأي شكل من الأشكال.

ويقول يحيى: "ظننت أنني تركت مشاكلي خلفي في سوريا، وقدمت إلى هنا للعيش بسلام، لكن، هناك أشخاص لا يرغبون بتركنا نستمتع بحريتنا، لهذا، لا أخرج ليلاً لأنني أعرف أن هذا سيتسبب لي بالمشاكل".

كانت بلدة باوتسن جزءا من ألمانيا الشرقية ذات الحكم الاشتراكي، لكن، بعد اتحاد ألمانيا، توافد السياح إلى تلك البلدة ذات التاريخ الغني، وعندما طُلب من البلدة احتضان 900 لاجئ، بلّغت استعدادها الترحيب بضعف هذا الرقم تقريبا.

لكن، رحّبت بالدفعة الأولى من اللاجئين مظاهرات مناهضة وقطع للطرق، حتى أن بعض السكان المحليين حرقوا مأوى للاجئين.

وبحسب عمدة البلدة أليكساندر أهرينز، سبب انفعال السكان هو الخوف، ويضيف أهرينز: "الخوف من غالبية الأشياء التي لا نعلمها هي ردة فعل إنسانية، سكان هذه المنطقة لم يختبروا التعايش مع الأجانب من قبل".

قد يهمك أيضا: الأمم المتحدة تختار اللاجئة السورية يسرى مارديني سفيرة للنوايا الحسنة، وبالرغم من نشوب عراك بين مراهقين لاجئين ومراهقين من أهالي باوتسن في العام الماضي، يصرّ العمدة أهرينز أنها حادثة فردية تسببت بها مجموعة من المتطرفين النازيين الجدد.

ورغم أن يحيى عانى في السابق من عنصرية النازيين الجدد، إلا أنه نجح في الاندماج مع المجتمع المحلي، بعد أن أتقن اللغة الألمانية، وبدأ العمل في وظيفتين تؤمنان له دخلاً كافياً لاستئجار شقة.

وإلى جانب يحيى، هناك طبيب سوري سيشغل قريبا شاغرا لم تملأه البلدة منذ 3 سنوات، لكن، يبقى هناك تخوّف من قبل السكان المحليّن أن الجرائم وحالات الاغتصاب ستزداد مع زيادة عدد الاجئين. 

الكلمات الدالة