رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مقرئة مغربية لـ"هن": المصريين أصحاب قراءات والمغرب تميز باهتمامه للقرآن

كتب: نرمين عصام الدين -

09:18 م | الأربعاء 26 يوليو 2017

هاجر بوساق

في المعتاد تقرأ الفتيات القرآن في بيوتهن، أو تأخذ العبادة شكلًا آخر في المساجد المخصصة للنساء، فيرتلن ويرددن في صوت هادئ، بينما تلك الفتيات تحدق نظراتها باختلاف إذ خرج الأمر عن المنزل على مرئى ومسمع من الجميع، هذا ما فعلته هاجر بوساق، مغربية الجنسية، في مهمة تخصصت بها وهي تعليم وتحفيظ القرآن الكريم في نهج مقرئات سبقوها، حتى نالت شهرة واسعة في حس وصف السامعين بـ"التميز"، وحصلت على جوائز عدة عالمية.

"أقوم بالقراءة في حفلات الزفاف، أو أدوار العزاء، وتلقين الدروس في القراءات القرآنية، والموضوعات الدينية على المستوى الوطني والدولي".. كلمات قالتها هاجر، واصفة تجربتها بـ"تحفيظ القرآن تشريف لصاحبه ودور وفقني الله له".

تروى الفتاة العشرينية، بداية خطواتها لـ"هن"، فتقول: "بدأت حفظ القرآن، وتعلم أحكام التجويد في سن الـ8 سنوات بتوفيق من الله أولًا ثم أمي، وهي من لها الفضل الكبير عليّ، وألحقتني بالدار، فاستطعت ممارسة عملية التحفيظ ، وتعلم قواعد التجويد، بتخصيص يوما في الأسبوع، حتى ختمت القرآن في سن الـ15سنة، فكانت خطوة جيدة جدًا، رغم أن الختمة الأولى تقتصر في التعرف على الآيات القرآنية فقط".

وتتابع: "أقمت عامين في مصر، وحصلت على شهادة الثانوية العامة بها، وكان لدي زميلات في الدراسة، وتوفقت في الحصول على تقديرات عالية، ونظرًا لعدم معرفتي بالناس حولي ، فكنت أقرأ القرآن في البيت فقط، والأمر يختلف عن المغرب في زيادة المعارف والذي أثر على مهمة التحفيظ والتلقين هنا، فضلا عن زواجي في مصر فكانت مسؤولية، وكثير يعرفني في مصر، ومتابعين لأنشطتي، والوقت لم يسعني لممارسة التحفيظ هنا".

وتوضح: "المصريين بطبعهم أصحاب قرآن، وقراءات وأنغام قرآنية، أمثال محمد رفعت، والمنشاوي، وعبد الباسط، والحصري، عبد العزيز حصان، فالقرآن نزل في مكة، وقُرأ في مصر، وحُفظ في المغرب، كما أن وطني تميز باعتناءه به في كل العادات والمناسبات الاجتماعية والتقليدية".

وتشير إلى أهمية القارئ في رسم شخصيته، ليتميز بنغمه، وإحساسه في الآيات: "لازم يبدأ بتقليد القراء، ثم يرتسم لنفسه قراءة خاصة، والآن ليس يوجد من يجدد، والجميع يسير على نفس النهج في المدارس القديمة".

ترى هاجر أن القارئ لا بد وأن يدرس فقه الواقع، في كل مجتمع يدخله، ويعايشه، حتى يتسنى له من توفيق في طرح الموضوعات، ومناقشتها، وتوصيل الرسالة بشكل واضح: "هناك اختلافات بينة كثيرة في ما تتناوله المحاضرات من الموضوعات بين الدول العربية والغربية، وفي تناول الخطاب، وهذا الاختلاف يرجع إلى التنوع في الاهتمام بالشأن الدين، وأنا غير متخصصة في المحاضرات وليس من شأني التجاه الدعوي، ولكن ألقيها مناسبة للوقت الذي يحاصرنا، ومثالًا لذلك، تكلمت في إحدى المحاضرات مؤخرًا في هولندا عن التقوى ودروسها وثماراتها، ومهمتنا التحدث باللهجة التي يفهمها الجميع، مع حرصي على تقديم الدروس باللغة العربية التي أعتز بها، لكي يفهموا ما نريد مناقشته، مصاحبة بالترجمة".

شاركت في كثير من المهرجانات، والأمسيات القرآنية، وكذلك المسابقات وكانت من بينها النسائية: "حصلت على المركز الأول في التجويد بين النساء في 2005 في المغرب، والأخرى في ماليزيا 2013".

وتشير إلى أن مجال سجل تفاعلًا ملحوظًا، حيث شهدت المغرب إقبالا كبيرًا على القرآن الكريم، من جميع الفئات العمرية، وذلك أبرز تفوقهم في المسابقات: "هذا فضل من الله، وأذكر أن في مصر مقرئات منها سمية على الديب التي جمعتني بها علاقة محبة، وأظن أنها اعتزلت".

تكثر النساء في الحضور لدروسها، في الدول الغربية، بعكس اللقاءات الرسمية، فتقول: "هناك انتقادات ممكن أن توجه للمرأة بشكل عام، ومسائل جدلية كثيرة، وعلينا جميعا أن نجادل برفق ولين كما يأمرنا الله، إعمالًا بالآية القرآنية وجادلهم بالتي هي أحسن".