"حفل زفاف مفاجئ".. فكرة غير تقليدية لشاب قرر الاحتفال بالعام السابع على زواجه من حبيبته، تبعتها استعدادات سرية بمساعدة أصدقائه وآخرين، لتكتمل الفكرة في السابع من يوليو وتدخل زوجته إلى قاعة الزفاف بعد أن وضعت مولودها بفترة لم تتجاوز العشرين يومًا، بملابسها العادية وبصحبة طفليها الصغيرين.

فكرة طالما حلم الشاب السويسي محمد سمير عبيد بتحقيقها منذ ثلاثة أعوام، لينسج خطوطها الرئيسية طوال تلك الفترة وتتحقق بالأمس، عندما حجز الزوج قاعة زفاف واختار الفقرات المناسبة للحفل، وطالب بإنشاء ساحة جديدة للرقص بالقاعة تصعد لأعلى عند وقوف الزوجين عليها، بالإضافة إلى أغنية باسمها تتناسب مع احتفاله المفعم بالرومانسية.

صفان من الأصدقاء والصديقات كانا بانتظار "منة صلاح" عند دخولها إلى قاعة الحفلات، التي اصطحبتها صديقتها إليها دون علمها بالتجهيزات المنتظرة، لتدخل ساحة انتظار السيارات ويخبرها مسؤولو القاعة بفوزها بجلسة تصوير مجانية بطرحة الزفاف وتاج ماسي في إحدى القاعات الداخلية، لتجد زوجها ينتظرها بالداخل على نغمات أغنية "قلب واحد".

دموع انهمرت على وجه الزوجة ورعشة خفيفة أصابت جسدها المنهك بعد الولادة الحديثة ومواقف مؤثرة جمعتها بزوجها لم تغب عن ذاكرتها عند دخولها قاعة الاحتفال ورؤيتها لزوجها الذي حمل باقة من الزهور، ليحتضنها الزوج وتتعالى صيحات الأصدقاء، وتتصاعد ساحة الرقص إلى أعلى عندما أفصح عن رغبته في إسعادها: "بحلم إني أرفعك فوق الناس كلها".

أغنية خاصة، عكف الزوج على تحضيرها خلال شهرين متتاليين، انتظرت "منة" للاحتفال بعيد ميلادها وعيد زواجهما السابع، فجاءت كلماتها "كل سنة وأنت يا منة كل عمري ويايا.. أحلى ضحكة وأحلى عيون نفسي أشيلك في عنيا.. بعشقك والله يا منون ربنا يخليكي ليا"، بصوت المطرب عمر كمال الذي أخبر "هن" عن فرحة الزوجة عند الاستماع إليها، وكونها بمثابة مكافأة لها بعد تعب الحمل والولادة.

"لو في حد بيحب في الدنيا مش هتلاقي حد بيحبك زيي".. مقولة داوم الشاب الثلاثيني على طمأنة زوجته بها ويعمل كل عام على إثباتها بالأدلة، حيث توالت أفكاره المبتكرة للاحتفال بعيده زواجه خلال الأعوام الماضية، فتارة يفاجئها بعرض لافتة كبيرة تحمل تلك الجملة، وأخرى يخبرها بسفرهما لشرم الشيخ بينما تحلق الطائرة في طريقها لدولة ماليزيا أو لبنان أو الأردن، معللًا: "بحاول أختار بلاد تسمح بالسفر بدون تأشيرة عشان ما تكتشفش الخطة قبل السفر".

وروى مهندس البرمجيات، لـ"هن"، بداية لقائهما منذ ما يزيد على سبعة أعوام، حين التقيا للمرة الأولى في دورة تدريبية كانت هي إحدى الطالبات الملتحقات بها، وكان هو المُدرب فيها بحكم عمله أستاذا في كلية الهندسة قسم البرمجيات بجامعة قناة السويس، حين أُعجب بها وتقدم لخطبتها ثم تزوجا في يوليو 2010، لتنجب المهندسة الشابة طفلتها "كندة" البالغة من العمر 4 أعوام، ونجلها "يامن" الذي لم يتجاوز شهره الأول منذ ولادته.

لم يتسرب الملل لأفراد "العائلة السويسية" طيلة السبعة أعوام الماضية، فأفكار الزوج المتجددة في المناسبات المختلفة كانت إحدى وسائل التغلب على المشكلات الأسرية العادية التي تشهدها البيوت المصرية: "بنتخانق أحيانًا وبتحصل مشاكل عادية زي أي بيت بس إحنا بنتعامل مع المشاكل بحكمة والزعل بيروح بسرعة لأن الاحتفالات دي بتكسر الملل".