ابتسامة واسعة تسكن شفتيها، وملامح بريئة تظهر من بين البالونات الكبيرة الملونة، وروح تنبض بطفولتها وبراءتها محتفلة بعيد ميلادها الثالث والعشرين بمفردها في شارع فؤاد بالإسكندرية.

أوراق ملونة وبالونات اشترتها وفاء حسين لنفسها، بعد أن اتفقت مع صديقتها المصورة الفوتوغرافية نوران وائل على الاحتفال بعيد ميلادها عن طريق التقاط بعض اللحظات التذكارية المليئة بالفرح والحياة دون انتظار أي شخص يحمل إليها السعادة حتى باب منزلها، "أنا مقدرة قيمة نفسي وعارفة أنها حاجة مهمة في حياتي".

رغبة في الانطواء وشعور بالوحدة، ربما تكون تلك الاتهامات التي يوجهها البعض إليها، إلا أن روحها الصغيرة تشعر بالرضا والفرح تجاه أي لافتة حب من أصدقائها، كاتصال هاتفي تتلقاه من أحد أصدقائها عند الإحساس بالحاجة إلى المساعدة والفضفضة، أو وضع صورتهما معا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على حد قولها.

تفهمت عائلة وفاء حسين رغبتها في الانطلاق وبحثها عن السعادة وتسجيل لحظات مميزة برفقة نفسها التي طالما قدمت إليها كل التقدير، وصارت عائلتها تطمئن عليها تليفونيا بين الحين والآخر خلال ذلك اليوم، بينما وقف رجال الأمن بالمكان لحمايتها من أي اعتداء لفظي أو جسدي، كذلك ألقى المارة نظرات مليئة بالإعجاب عليها.

وبعدما أنهت الفتاة العشرينية جلسة التصوير، قدمت البالونات كهدايا للأطفال بالشارع لتعم الفرحة في كل مكان، وصارت تمر بين الشوارع والحارات في هدوء مستمتعة بالهواء المنعش.