رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

لماذا تُجبر النساء في نيبال على مغادرة بيوتهن في أثناء الحيض؟

كتب: وكالات -

02:16 م | الثلاثاء 02 مايو 2017

صورة أرشيفية

تقع نيبال على سلاسل جبلية مُدرجة، تنحدر من جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج عبر تلال شديدة الانحدار، إلى سهول منبسطة وخصبة في الجنوب، وفي الجزء الأوسط، وفي أقصى الغرب من البلاد، لم تتغير الحياة كثيرا عبر عقود من الزمان.

وحسب ذكر موقع "بي بي سي العربية"، قالت إيشواري جوشي، 18 عاما، إن والدتها وجدتها كانتا تتركان منزلهم عندما تكونا في فترة الحيض.

ويطلق على هذه العادة اسم "تشوبادي"، وهو اسم يعني "الحيض" ويحمل بين طياته معنى يشير إلى أن المرأة تكون غير نظيفة عندما تنزف.

وتضيف إيشواري: "كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما جاءني الحيض للمرة الأولى، وكان علي أن أبقى بالخارج لمدة 9 أيام"

وفي قرية داميليخ، التي تعيش بها جوشي، على تلال مكشوفة، وتطل على مناظر خلابة للجبال العالية، ووادٍ أخضر منخفض يتقاطع فيه نهران، تعيش نحو مئة عائلة هنا في منازل مبنية من الطوب اللبن، يرتفع كل منها لثلاثة طوابق.

وعندما يأتي الحيض، تضطر المرأة إلى أن تترك هذا الدفء وتُعزل في كوخ بُني خصيصا لهذا الغرض، وتُبنى هذه الأكواخ على مساحات صغيرة، تتشارك فيها عدة عائلات، دون أَسِرّة أو فُرش مناسبة.

وعندما تُعزل النساء هناك يحظر عليهن طهي الطعام أو حتى الشرب أو الاستحمام من مياه القرية، كما يُمنعن من لمس النباتات أو الماشية أو الرجال.

وتقول نيرمالا، صديقة إيشواري: "يُقال إننا إذا لمسنا بقرة، فلن تدر اللبن بعد ذلك".

وتضيف: "لم نر شيئا كهذا يحدث من قبل، لكن الأكبر منا سنا يقولون إنه لا يجب علينا أن نلمس الأبقار".

وعلى بعد أمتار قليلة، يوجد مرحاض القرية الذي ساعدت كالبانا في بناءه كجزء من حملة حكومية لوقف التغوط في الأماكن المفتوحة. ومع ذلك، لا يُسمح لها باستخدامه لأن هناك اعتقاد بأنها ستلوث إمدادات المياه.

تقول كالبانا: "لا يسمح لنا بلمس المرحاض، لأنها نفس المياه التي نستخدمها في المنزل."

وتضيف: "علينا أن نذهب إلى الحقول البعيدة عن المنزل، حيث لا يمكن لأحد أن يرانا."

وبعد أربعة أيام في الكوخ، تستحم القرويات في جدول نهر صغير يبعد ساعة سيرا على الأقدام، ويطهرن باستخدام بول الأبقار، وعندئذ فقط يمكنهن العودة إلى الحياة الطبيعية.

وتقول النساء إن ما يسمى "تشوبادي" لم يعد ينفذ على نحو صارم كما كان عليه الحال في الماضي، ويروين قصصا عن أمهات وجدات كن يتعرضن للنفي أثناء فترة الحيض.

وفي عام 2005، حظرت المحكمة العليا في نيبال ممارسة الـ"تشوبادي"، لكن التقاليد تتغير ببطء شديد، لا سيما في المناطق البعيدة غرب البلاد.

ولا يزال الرجال يؤمنون بضرورة "تشوبادي" وقوتها، فيقول شانكار جوشي، 74 عاما: "كنت أمرض إذا لمستني زوجتي خلال فترة الحيض، بالطبع حدث ذلك."

ويعتقد ياغيا، شاب من القرية، أن هذا التقليد ينبغي أن يستمر، ولكن لأسباب مختلفة، ويقول: "قديما، ربما كان الناس يقولون إن الآلهة تغضب لذلك، وهذا هو السبب في اتباع هذه العادة."

ويضيف: "لكني أعتقد أن الأمر يتعلق بالمحافظة على نظافة البيئة والصحة والسلامة في المنزل"، مشيرا إلى أن نساء القرية يستخدمن قطعا من القماش فقط لامتصاص الدم المتدفق.

وهناك أيضا احتفال ديني يقام سنويا للسيدات لكي يكفّرن عن ملامسة الرجال بالخطأ أو تلويث البيئة أثناء الحيض، وخلال احتفالات "ريشي بانشامي"، تصوم النساء وتستحم بالمياه المقدسة.

عندما وضعت سودها ابنتها ديفيا، قررت ألا تدع ابنتها تواجه نفس هذه الإهانة، وتقول: "رغم أن عائلتي كانت غاضبة مني، لم أستمع إليها. لقد كانت قراري الخاص".

وبسبب تصميم الأم، نشأت ديفيا دون قيود إلى حد كبير، وتعتقد أنه يمكنها أن تعيش الحياة بشكل طبيعي خلال فترة الحيض.

وفي نيبال، هناك الآن العديد من الفتيات مثل ديفيا اللاتي لا تعوقهن المحظورات أثناء فترة الحيض، لكن بيما لاخي، التي تدير برنامجا للصحة الإنجابية، تقول إنه حتى في المدينة قد يصعب تغيير المواقف القديمة.

وتضيف: "أشعر بأن الخطر الأكبر يأتي من النساء المتعلمات.. أنا أقابل سيدات خلال حفلات في كاتماندو يقلن إنهن لا يذهبن إلى المطبخ أثناء الحيض، فهؤلاء النساء هن من يساعدن بشكل غير مباشر على استمرار كل هذا".

الكلمات الدالة