مثل كل الأمهات، كانت عبير حليحل، لبنانية متزوجة من مصري، تستعد لعيد ميلاد أبناءها وتحضر له قبل اليوم المحدد بعدة أشهر، تحرص على صنع كل تفاصيله بيديها بدءا من تحضير الطعام، مرورا بتزيين السفرة، انتهاء بخلق ديكورات مبتكرة يحبها أطفالها تزين كافة أرجاء المنزل.

بدون سابق انذار فوجئت عبير بوفاة شقيقها الذي أحبته كثيرا، فكرت كثيرا لماذا تبذل الامهات المجهود العظيم لخلق اشياء مبهجة لأبنائهم، وتتجاهل في بعض الأحيان البعد الديني، "كنت بوصي ولادي بالالتزام بالصلاة في موعدها ولا شيء أكثر" تقولها رحاب وهي تحكي عن بداية مشروعها الذي استلهمته من ابناءها وحرصها كأم على زرع مبادئ الدين الاسلامي دون عنف أو تشدد.

"أول حاجة في الصلاة هي السجادة اللي بنصلي عليها، كنت عايزة أجيب سجادة حلوة لولادي يصلوا علبيها لكن ملقيتش حاجة مميزة، ده غير ان اغلب الموجود في مصر مستورد من الصين" فما كان من عبير إلا التفكير والبحث لعمل مشروع لسجاجيد الصلاة الخاصة بصغار السن، يحبون شكلها وتشجعهم على الصلاة "بحثت كثيرا ووجدت سجاجيد جميلة تباع في لندن وطلبتها بالفعل لأبنائي، فكرت في استيرادها وبيعها هنا لقيت التكلفة عالية بالإضافة إلى أن فن المعمار الاسلامي في مصر ودول العرب مختلف عن باقي الدول، والحفاظ على الهوية كان ايضا من ضمن أهدافي".

عبير توجهت إلى الوكالة بنصيحة من حماتها المصرية التي تعمل كفنانة تشكيلية، بحثت في كل المحلات عن الخيوط والالوان المناسبة حتى تستطيع أن تحيك سجادة صلاة تناسب ذوقها. عبير أطلقت على مشروعها اسم "آرزا"، نسبة إلى شجر الأرز بلبنان وتقول عن ذلك: "شجر الأرز أهم ما يميز لبنان، وأردت أن أعبر عن جزء من روحي وأصولي من خلال الاسم".

سجاجيد الصلاة التي تنتجها عبير تنقسم إلى ثلاثة أشكال، أهمها هو شكل لسجادة بيضاء مرسوم عليها زخارف اسلامية باللون الاسود، تبيعها عبير ومعها علبة ألوان، بحيث يمكن لكل طفل أن يزين سجادته بالألوان التي يحبها، وسجادة أخرى مرسوم عليها زخارف اسلامية ومعها أشكال أخرى يحبها الأطفال مثل أشكال السحب والصواريخ والفراشات، مع استخدام ألوان مبهجة مثل الأصفر والبنفسجي، أما النوع الثالث فيشبه سجاجيد الصلاة العادية لكن بألوان أكثر ملائمة للأطفال، وكلهم يباعوا بالحجم الصغير الذي يتناسب مع طول الطفل.