بعد شهر من العسل والهدوء، اتصلت بي صديقتي وزميلتي في المدرسة تلك العروس "نوران أحمد" التي تزوجت من أحد الأطباء العاملين مع والدها، طلبت أن اقابلها في أحد الكافيهات، أعجبتني الفكرة، فاليوم إجازتي وأريد أن أرفه عن نفسي قليلا.

حضرت العروس الجميلة إلى الكافيه، إلا أن ملامحها لم تكن كذلك، الدموع تملأ عينيها، وملابس غير مرتبة ترتديها.

"حصل إيه؟"سؤال طرحته في قلق، وأمسكت كوب العصير أقدمه إليها، لكن الغريب أنها لم ترفع رأسها ثانية منذ أن دخلت الكافيه، فالانكسار يجعلها تخفض حتى رأسها، ثم ردت في هدوء: "أنا طلبت الطلاق!"

أي طلاق يمكن أن تتحدث عنه؟ فلم أسمع عن طلاق حدث بعد شهر واحد من الزواج، سألتها عن السبب الذي يجعلها تنهي علاقة كاملة وتتحمل كلام ونقد الناس لها في مجتمعنا الذكوري، وأني أظن أن زوجها شاب مهذب وعاقل، فأجابتني أنها كانت تظن ذلك، ورفعت أكمام بلوزتها لأرى أثار كدمات على يديها، فقد ضربها ضربا مبرحا لأنها تجرأت وتحدثت مع عامل في الفندق ليحضر إليهما شئ ما، كانت هذه المرة الأولى التي استخدم فيها يده، وظنت أنها الغيرة والحب ولم تحكي لأحد بل اعتذرت له على خطأها المشين.

رغم أني تعجبت من تصرفها، لكن لم أقاطعها لتتابع حديثها قائلة: "الأمر تطور عندما عادا من السفر بعد أسبوع فقط، وذهبوا لزيارة عائلتها، ليمد يده عليها أمام والدتها لمجرد أنها تحدثت مع شاب من الجيران يبارك لهما الزواج، "اتكسفت جدا من ماما، لكن لقيتها بترد وتقولي (دي غيرة يا هبلة)" حتى وصل الأمر إلى ضربي أمام عائلته أيضا.

قاطعتها بأنه لابد أن يبحث عن طبيب زميل له متخصص في علم النفس ليعرض نفسه عليه، فلابد أنه يعاني من مرض نفسي ولديه ذكريات سيئة تؤثر على واقعه وتصرفاته، دمعت عيناها ويبدو أن هناك أشياء لا تريد حكايتها، شجعتها على هذه الخطوة جدا وألا تعود إلى منزله مرة أخرى، وتظل في منزل والدها الذي وقف بجانبها بعكس والدتها تماما التي مازالت تريد إصلاح الأمور، ورغم أان كلامي ممكن يكون "خراب بيوت"، لكن لن أجد سبيل لإعمار بيت بالضرب والعنف، حاولت تهدئتها إلا أنها أصرت على الطلاق.