يعتقد البعض أن قرار الانفصال مجرد قرار شخصي يخص الطرفين فقط، ولا شأن للأبناء فيه، إلا أنه يعني الكثير لديهم، فبعد أن كانت العائلة كلها تعيش في منزل واحد، ويرى الطفل والده ووالدته كل يوم، سوف تصبح فرص التلاقي مع إحداهما قليلة، وينفرط عقد العائلة بمرور الوقت.

إن كنت اتفقت مع شريكك على الانفصال لأي سبب، فلابد أن تدرك أن الأبناء جزء في هذه الحياة، ولابد أن يعلموا بتلك الخطوة، ولكن كيف يمكنك أن تنقل خبر الانفصال لابنك؟

نشر موقع "baby center" تقريرا بعنوان "كيف تخبر ابنك بالانفصال- من سن 5 إلى 8 سنين" حيث وضح عدد من الطرق التربوية البسيطة التي تساعدك على ذلك.

- عليكِ اختيار الوقت المناسب عند التحدث مع الطفل عن هذا النبأ الغير سار، فاحذر أن تحادثيه في أيام المدارس والحصص الدراسية والامتحانات، فهذا سيجعله لا يحصد درجات عالية ويقلل من مستواه الدراسي، كما لا يمكن التحدث معه قبل أن يذهب إلى فراشه للنوم،وعليكِ إخباره قبل موعد الانفصال بأيام قليلة وليس بعد الانفصال احتراما له.

- من أجل تجنب وقع هذا الخبر على نفسه، فعليكِ أن تتحدثي ووالده معه حتى تكسرا من حدة الأمر عليه، ويعرف أن القرار مشترك بينكما وليس قرارا مفردا. ويقول د."بول كوليمن" إخصائي علم النفس ومؤلف (كيف تقولها لطفلك) أن إخبار الطفل بقرار الانفصال من قبل والده ووالدته سويا يعزز من ثقته فيهما دائما.

- تحدث بطريقة يفهمها ابنك، فلا داعي لاستخدام مقدمات طويلة، لكن يمكن أن تقولا: "بعد تفكير طويل من ماما وبابا.." ثم ابدأ في الشرح بتفاصيل بسيطة، فهذا سوف يريح قلب طفلك ويعرف أن هناك خطة مشتركة بينكما، وإذا كان الطفل قد رأي بنفسه خلافات كثيرة في المنزل، فعليكما أن تشرحا أنكما تحاولان بهذه الطريقة اختيار الأفضل للعائلة، فمثلا قولي له: "أنت رأيت بنفسك أن هناك خلافات مستمرة بين بابا وماما في الفترة الأخيرة، وحفاظا على الراحة النفسية لي وله، فقررنا أن بابا يذهب للعيش في منزل أخر وسوف تذهب إليه وتراه دائما عندما لا يكون مشغولا، وفي نهاية الأسبوع ستقضي يوما جميلا بصحبته."

- عادة ما يلوم الأطفال أنفسهم حول قرار الانفصال، حتى وإن لم يقولوا ذلك، فربما يفكر طفلك أنه السبب لأنه لم ينظف غرفته أو يذهب إلى المدرسة، فيحمل نفسه مسئولية إصلاح المشكلة وإعادة العلاقة بينكما، ينصح د. ريسسي إخصائي علم النفس ومؤلف كتاب (بيت الأم وبيت الأب للأطفال) بقول: "أحيانا تحدث بعض الأشياء بين الأمهات والآباء، نعتذر لك عما حدث، لكن لا يمكنك فعل أي شئ."

- مهما كان غضبك من الطرف الآخر، لا توجه اللوم إليه بسبب قرار الانفصال خاصة أمام طفلك، فاحتفظي بكل التفاصيل لنفسك، يقول د.كلونجنيز "قد تشعرين بالرغبة في إخبار طفلك بسوء سلوك شريكك، لكن طفلك سوف يراها من زاوية إفشاء سر بينكما أو سلوك سيئ، "فمثلا إذا وصف الأب الأم بـ "الكاذبة"، سوف ينظرون إلى أمهم بأنها ليست أمًا كاملة.

- اجعليه يعرف الأمور منكِ، ولا تضعي ورقة الانفصال أمام طفلك خاصة وإن كان في سن يستطيع القراءة ولا يمكنه مناقشة مواد قانونية، وتجنبي التحدث عن غضبك في الهاتف بالقرب من مكان يستطيع سماعك فيه.