كتب: محمود العزبة -
05:18 ص | الثلاثاء 06 فبراير 2024
لحظة إعلان نتيجة الامتحانات ينتظرها الآباء أكثر من أبنائهم في بعض الأحيان، فهي لحظة حاسمة تحدد مستقبلهم، لا من الناحية العملية فحسب وإنما من الناحية النفسية أيضًا، لأن رد الفعل الذي يظهره الآباء عندها تبقى ملازمةً لأبنائهم لسنوات عدة بأقصى حدود الوعي، وإن غابت النسبة التي حصلوا عليها عن ذاكرتهم فيما بعد، سواء تعثر الأبناء في امتحان ما، أو حتى لو منيت جهودهم بالتفوق الدراسي ولم يتلقوا الدعم والاحتفاء المناسب بهم، فما يبقى هو الشعور وليست النسب والأرقام.. تذكروا هذه القاعدة جيدًا لأنها تمهد الطريق لاستيعاب التقرير التالي الذي نقدمه لكم من خلال تصريحات الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية لـ«هن»:
يشعر الآباء والأمهات بحالة من الإحباط وخيبة الأمل، لدى حصول الابن على درجات دراسية متدنية، غير مرغوب فيها، هذه الحالة تكون ناتجة عن الإحساس بضياع جهودهم لتوفير كافة السبل التي تعين أبناءهم على التفوق، من وجهة نظرهم، مثل استذكار دروسهم وتغطية مصاريف الدراسة، الأمر الذي يدفعهم إلى تعنيف الأبناء وإيذائهم نفسيًا وحرمانهم مما يحبونه، في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى من يقدم لهم الدعم النفسي.
ويتابع الدكتور وليد هندي حديثه، قائلاً إن امتحانات الإعدادية ليست نهاية العالم، وعلى الوالدين التزام الهدوء للوقوف على أسباب المشكلة، وتحديدها ما بين نوعين للإخفاق، الأول يكون ناتجًا عن التقصير من جانب الابن في استذكار دروسه والتحصيل المعرفي، والآخر يسمى بالإخفاق الطائفي أو النوعي، والذي يعني تعثره في مادة أو اثنتين فقط مع حصوله على درجات مقبولة في باقي المواد.
ويسهم تحديد سبب المشكلة في حلها، والأهم من الحل هو عدم نعت الابن ببعض الصفات المخزية مثل، الغبي والفاشل والمهمل، لأنها قد تسبب له الانخراط داخل نوبات بكاء واكتئاب، قد لا يستطيع التغلب عليها إلا عن طريق الانحراف عن مسار التعليم الذي بات يكرهه منذ لحظة التعنيف الأولى.
من الأمور الهامة التي لن ينساها الابن عن يوم ظهور نتيجة الامتحانات، خلال سنوات حياته المقبلة، هو احتواء والديه ودعمهم له لتجاوز الإحساس بالفشل، عن طريق التأكيد على ثقتهم بأنه سيتمكن من التعويض واجتياز الاختبارات بنجاح في المرة القادمة.
وليس الدعم النفسي هو الحل فحسب وإنما يتطلب لمعالجة المشكلة، مواجهة أسبابها، فإن كان الابن يجد صعوبة في بعض المواد الدراسية، فعلى الوالدين أن يساعدنه بالطرق المتاحة، مثل التعلم من خلال الإنترنت ومتابعة الدروس التي تقدمها منصة وزارة التربية والتعليم وغيرها من الأساليب التي تعمل على تهيئة الجو العام للبيت من الداخل، ليشهد ميلاد نجاحه بعد الإخفاق.
في هذه الحالة وبعد معالجة المشكلة نفسيًا وسلوكيًا، على الآباء أن يطوروا أساليب من شأنها تنظيم وقت الابن وزيادة قدرته على التحصيل الدراسي، ويفضل عمل مجموعات أشبه ما يكون بمجموعات التقوية ينظمها الآباء الذين يواجهون نفس المشكلة مع أبنائهم، لخلق جو إيجابي يعين الأبناء على تجاوز المشكلة. مع الاهتمام بعبارات الثناء التي ترفع من روحهم المعنوية، لدى نجاح مساعيهم لتعويض إخفاقهم القديم.