«بسم الله الرحمن الرحيم، ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء، الحمد لله الذي وهبني على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء» آيات سورة إبراهيم تتلوها السيدة أم كلثوم، لم يعتد الناس الذين استمتعوا بأغاني «الست» في شرق الكرة الأرضية وغربها، وصيتها الذي ذاع وانتشر لما تملكه من حنجرة ذهبية، على سماعها وهي تتلو القرآن الكريم، فالسيدة التي سيطرت على الغناء العربي لسنوات عندما أعادت قناة «on» نشر تلاوتها النادرة لسورة إبراهيم، أبهرهم الصوت وأصبح متداولًا من جديد.

تفاصيل المقطع النادر 

وكانت تلاوة أم كلثوم لسورة إبراهيم، من فيلم سلامة الذي شاركت فيه عام 1945؛ وشمل الفيلم الغنائي مقطعًا نادرًا لقراءة آيات كتاب الله بصوت خاشع، والفيلم من رواية علي أحمد باكثير، والآيات التي قرأتها أم كلثوم: «رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» صدق الله العظيم.

علاقة أم كلثوم بالقرآن الكريم

وفي حوار إذاعي نادر تحدثت أم كلثوم، عن نشأتها الدينية حيث كان والدها يداوم على قراءة القرآن الكريم بشكلٍ يومي، وهو سبب حفظها لآيات كتاب الله، وإتقان اللغة العربية وإنشاد مجموعة من القصائد الدينية في فترات مختلفة من حياتها، أما الأب فكان إمامًا لأحد المساجد في مسقط رأسه، ويداوم على أداء صلاة الفجر داخل المسجد يوميًا بحد وصفها، والسبب الأول الذي شجع أفراد الأسرة على أداء الصلاة وخاصة صلاة الفجر في وقتها: «والدي هو أستاذي الأول، وكنت أشاركه في قراءة التواشيح والابتهالات».