10:02 ص | الجمعة 08 ديسمبر 2023
من المعتاد في الحروب، أن تكون ملامح الرهائن والأسرى حزينة ومليئة بالخوف والرعب، نتيجة حبس حريتهم، وما يتعرضوا له من تعذيب نفسي وجسدي في كثير من الأحيان، إلا أن الفصائل الفلسطينية كسرت تلك العادة في التعامل مع الرهائن الإسرائيليين، إذ تعاملوا مع الأطفال والنساء بطريقة في غاية الإنسانية، وصلت إلى حد انبهار الرهائن أنفسهم من المعاملة الكريمة والطيبة، بل ونالت إعجاب شعوب العالم.
حسن معاملة الفصائل الفلسطينية للرهائن الإسرائيليين، أظهر الفارق الإنساني الكبير بين الجهتين، خاصة في الوقت الذي يقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منازل المدنيين الأبرياء، ويدمر المستشفيات، ويقتل الأطفال والنساء بدون رحمة، التناقض في التعامل كشف وحشية وظلم الاحتلال.
لكن المشهد الراقي لخروج الرهائن الإسرائيليين أثار غضب داعمي الاحتلال، إذ أنسبوا تهمة جديدة إلى الفصائل الفلسطينية وهي أن الفرحة التي ارتسمت على وجه الأسرى كان خلفها مهدئات للسعادة وليست حيقيقة، على حد زعمهم.
بدت الأسيرات الإسرائيليات سعيدات لحظة الإفراج عنهن، وودعن الفصائل الفلسيطينة بود شديد، إذ عبرت ملامحهن عن امتنانهن لما قدموه لهن خلال فترة تواجدهن معهم، إلا أن طبيبة إسرائيلية لم ينل هذا الموقف إعجابها، وبدأت تشن عديد من الشائعات المضللة، لتزيف حقيقة حسن تعامل الفلسطينيين مع الرهائن الإسرائيليين.
وزعمت كل من الطبيبة رونيت إندوالت، مديرة قسم التغذية في وزارة الصحة الإسرائيلية، والدكتورة هاجر مزراحي، رئيس القسم الطبي بنفس الوزارة، خلال مؤتمر صحفي، في حضور ممثلين عن لجنة الصحة في الكنيست الثلاثاء الماضي، أن الفصائل الفلسطينية حقنت الرهائن بالفيتامينات والمهدئات، ليبدون أنهم بخير ولم يتعرضوا لأي أذى أو مضايقات، ويظهروا سعداء قبل ساعات من إطلاق سراحهم من الأسر، بحسب ما نقلته «العربية»، عن صحف إسرائيلية.
وطالب رئيس لجنة الصحة وعضو الكنيست الإسرائيلي، يوني مشرقي، الذي يعمل لصالح حزب شاس، بضرورة أن تبدأ وزارة الصحة الإسرائيلية بمشاركة تقرير دقيق، بشأن وضع الرهائن، في حين ادعت صحيفة «هآرتس»، في تقرير نشرته لاحقًا، أن الفصائل الفلسطينية أجبرت الرهائن على أن يتناولوا حبوب مخدرة ليكونوا سعداء لحظة الإفراج عنهم.
وتعليقا على تلك الأقوال، أكدت الفصائل الفلسطينية، أن ما نُشر بشأن الرهائن ممن أُفرج عنهم، ما هو إلا شائعات يُروج لها الاحتلال الإسرائيلي، لنيل دعم الدول الأوربية والشعوب حول العالم، ويأتي في سياق حملات إسرائيل الكاذبة، التي لا تمُت للواقع بصلة.