كتب: آية أشرف -
02:32 م | الأربعاء 29 نوفمبر 2023
منذ أكثر من 30 يومًا، تحولت حياة الطفلة الفلسطينية «قمر»، 10 سنوات، رأسًا على عقب، فلم تضع الصغيرة في مخيلتها أن الاحتلال الغاشم سيطولها، خاصة أنها لا تخرج من منزلها في قطاع غزة، إلا للضروريات، ففي اللحظة التي قررت فيها الذهاب إلى محل بقالة لشراء بعض الحلوى، طالها صاروخًا خلال قصف وحشي لجيش الإسرائيلي، تسبب في فقدان إحدى ساقيها، وحاجة الأخرى لجراحة عاجلة تجنبا لبترها أيضا.
بين طرفة عين وانتباهها، تحولت «قمر» الطفلة المفعمة بالحياة إلى أسيرة فراش المستشفى، بُترت ساقها اليسرى، وظلت الشرائح والمسامير بالقدم الأخرى على أمل اللحاق بها، في محاولات لإنقاذها من فقدان الحركة تمامًا، إذ تنظر لمكان فدميها وتنهار متذكرة ما حدث لها، وفقًا لما قالته والدتها فاتن الشريحي لـ«هُن»: «بنتي من شهر كانت خارجة للبقالة تجيب حاجة حلوة، مالناش دعوة بحاجة ولا لينا دعوة بحد، فجأة سمعنا صوت القصف، قصفوا مسجد جنبنا واتصابت بصاروخه».
الركام وآثار الدمار وقدم «قمر»، باتوا في مشهد واحد مأساوي، بعدما أفاقت ولم تجد نفسها بمحل البقالة أو حتى المنزل، بل داخل إحدى المستشفيات دون أحد قدميها: «صرخت وانهارت، فجأة رجليها اتبترت اللي بتجري وتتحرك بيها في كل حتة، وراقدة على السرير من شهر».
استغاثة من الطفلة على لسان والدتها، بالسفر للعلاج، إذ أن المستشفيات في غزة لم تعد مؤهلة جراء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، لتتشبث بأمل السفر لإنقاذها: «تناشد العالم تسافر تركب طرف صناعي، نفسها في رجل صناعية نفسها تعرف تجري ويشيلوا الحديد من رجليها».
وعن الحالة الصحية التي تمر بها الطفلة الآن، أكدت الأم، أن ساقها الأيسر بتر، مع كسر في الساق اليمنى، ووضع بلاتين، فضلًا عن المعاناة من كسر بالجمجمة ونزيف بالرئتين.
