طفلة فلسطينية يمتلئ جسدها بالجروح والإصابات، لكن الجرح الأعمق الذي لن تدركه إلا بعد عدة أعوام، هو أنّ عائلتها بالكامل استُشهدت خلال قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على منزلها، لتكون هي الناجية الوحيدة بين أفراد أسرتها، بعدما أنقذتها فرق الإسعاف من تحت أنقاض بيتها.

«ميلسيا» الناجية الوحيدة بين عائلتها

ميلسيا جودة، التي تبلغ من العمر عامًا ونصف، أصيبت بشلل نصفي، وتركها الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يعرف شيئا عن حقوق الطفل أو الإنسان، دون عائلة، إذ استشهد والدها ووالدتها وجميع أخواتها، فضلًا عن أعمامها وجدها وجدتها، ليصل عدد الشهداء في عائلتها لأكثر من 70 شهيدًا في القصف نفسه، بحسب ما نقلت قناة «العربية» عن وسائل إعلام فلسطينية.

صراخ الطفلة «ميلسيا» لا يتوقف داخل المستشفى، إذ ترقد على سرير المرض لا تشعر بنصف جسدها، بعد أنّ أصيبت بشلل إثر سقوط المنزل عليها، وانتشلتها قوات الدفاع المدنى والإسعاف من تحت أنقاض المنزل، ولا يزال آخرون تحت الأنقاض وبين الركام مفقودون، إذ لم يترك الاحتلال الإسرائيلي مكانا آمنا تنزح إليه العائلات أو الضحايا، بسبب الغارات المستمرة والصواريخ التي دمرت آلاف المنازل والمستشفيات، وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، صرخ الأطباء وتعرض بعضهم لانهيار بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية للحالات الحرجة والخطيرة.