كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، بينما يباشر المسعف أحمد سالم وزملاؤه عملهم داخل وحدة الإسعاف كفر صقر بمحافظة الشرقية، تلقوا اتصالا من الخط الساخن «123» يبلغهم بأن هناك سيدة تستغيث من آلام المخاض بعزبة «شنيط الحربوة» التابعة للمركز، لم يستغرق تجهيز سيارة الإسعاف سوى دقيقة واحدة، لتصل إلى مكان الاستغاثة في أقل من 5 دقائق، لتكون شاهدة على ولادة طفل على متنها قبل وصوله إلى المستشفى، ليوجه الأهالي الشكر لطاقمها.

إنقاذ سيدة خلال عملية الولادة

5 دقائق كانت فارقة في حياة أم وجنينها، إذ استطاع المسعف أحمد سالم، وزميله سائق سيارة الإسعاف محمد حسن، توليد «سعيدة.م ا»، داخل سيارة الإسعاف، وإجراء الإسعافات الأولية قبل وصولها إلى مستشفى كفر صقر المركزي، وفق حديث محمد الأعصر مسؤول العلاقات العامة بمرفق إسعاف الشرقية لـ«الوطن»: «تلقينا بلاغا من الخط الساخن بوجود سيدة في العشرينات من عمرها تستغيث من آلام المخاض، وفورا وجهنا سيارة إسعاف إلى قريتها لترافقها سيدتان، وبمجرد استقلالها سيارة الإسعاف، فاجأتها آلام المخاض، وتبين أن جزءًا من رأس الطفل خارج رحم الأم، ليتعامل معها سريعا المسعف أحمد سالم في 5 دقائق، واللي عمله زمايلي ده الواجب».

رسائل طمأننية حاول المسعف بثها لتهدأ «سعيدة»، تمهيدا لإجراء عملية الولادة الطبيعية لها والاطمئنان عليها ومولودها، وفق حديث «سالم» لـ«الوطن»: «الأول حاولت اطمنها إن الموضوع بسيط وأقدر أعمله، وهي كانت بتصرخ وتقول حاسة في حاجة بتنزل مني، فطبعا لقيت رأس المولود خارجة، فبدأت واحدة واحدة أسحب رأسه لبره علشان ما تتعرضش السيدة وطفلها لمضاعفات، وفي 5 دقايق قدرت أولدها واتخلص من الحبل السري قبل الوصول للمستشفى، كل ده والعربية في طريقها ماشية لكن بفضل ربنا قدرت أنقذها هي وجنينها».

إجراء عملية ولادة كاملة داخل سيارة الإسعاف

الدورات التدريبية الكثيرة التي تلقاها سالم ورفاقه، كانت سببا في إنقاذ الأم والجنين وإجراء عملية ولادة كاملة داخل سيارة الإسعاف: «مكنش عندنا الأول دورات تدريبية حول إجراء ولادة داخل سيارة الإسعاف، لكن مؤخرا هيئة الإسعاف دربتنا ازاي نقوم بإجراء الولادة داخل سيارة الإسعاف وده اللي عملته، كان معايا سيدتين من أقارب الأم لكن طلبت منهما ينتظرا دون تدخل حتى لا تصاب الأم أو الجنين بأي مضاعفات، وقدرت أولدها قبل الوصول للمستشفى، وتأكدت إن كل العلامات الحيوية للمولود والأم كويسة».

إشادات كثيرة تلقاها المسعف وسائق سيارة الإسعاف، اللذين أنقذا الأم والجنين قبل وصولهما إلى المستشفى، وفق «سالم»: «زوج السيدة مكنش موجود، كان في شغله واتنين ستات من جيرانها وأقاربها كانوا معاها، ولما الأهل وصلوا المستشفى وجهوا لينا الشكر على إنقاذهما، وتأكدت أن الأم والمولود بخير، وعرفت إنها غادرت المستشفى بعد ساعات قليلة، واللي أنا عملته ده واجبي».