في ولاية فيرجينيا الأمريكية، وبعد الطلاق من زوجها الذي ترك لها 15 ابنًا بالتبني شعرت الأم الأربعينية نيكي بيتيس بتفكك الأسرة، وقررت أن تأخذ الأطفال وتترك ضجيج العالم، وتصعد إلى أعالي الجبال بدلًا من النزهة في ملاهي الأطفال والمناطق التي يحبها الصغار، بهدف صناعة ذكريات سعيدة مع الأطفال.

رحلة 2000 ميل بصحبة 15 طفلا

وقررت الأمريكية نيكي بيتيس في أواخر الأربعينات من عمرها أن تأخذ ابنائها الـ15 وصعود جبل في رحلة إلى أعالي الجبال بين الخضرة والمناظر الطبيعية في رحلة طولها 2000 ميل في ولاية فيرجينا الأمريكية؛ ما أثار إعجاب رواد وسائل التواصل الاجتماعي من ترابط الأسرة وآخرين أدانوها بسبب شقاء الأطفال من طول المسافة.

وقالت «بيتيس» لمجلة نيوزويك في مقابلة إن المشي لمسافات طويلة في مسار أبالاتشي الشهير والمعروف باسم «AT» كان هدفها، وبدأت التخطيط للرحلة في عام 2022 بحيث تنطلق فعليًا في عام 2025، ومع ذلك بدأت فيها مبكرًا، قالت بيتيس إنها «عفوية»، لذا قامت بتجهيز أطفالها وانطلقوا للمغامرة هذا العام، بدءًا من 8 مارس في جورجيا، بحسب مجلة «النيوزويك» الأمريكية.

وتستكمل «بيتيس» حديثها عن الرحلة التي رأها البعض شاقة على الأطفال ووجهوا إليها انتقادات قائلة: «ليس لدي أي ندم على الإطلاق بسبب الرحلة، فقدت علاقاتي بسبب اختياري القيام بها، تعلمت رؤية قيمتي الخاصة، وأولئك الذين يقدرون حقًا من أنا كشخص ومن نحن كعائلة، هم الذين سيبقون بجانبي».

طريق جذاب ومغامرة مهمة

كانت المغامرة هي عبور مسار أبالاتشي مهمة في حياة «بيتيس» فقد انطلقت وأبناؤها الـ10 وبناتها الـ5 في مغامرة مذهلة، قاموا بالمشي لمسافات طويلة على طريق AT، الذي يمتد لمسافة 2200 ميل تقريبًا من البرية عبر 14 ولاية شرق الولايات المتحدة، من جبل سبرينجر في جورجيا إلى جبل كاتاهدين في ولاية ماين ووصلوا في الساعات الأخيرة لقمة الجبل.

اما المغامرون الـ15 فهم: جرايسون، 25 عامًا؛ إيفي، 23؛ أوبري، 20؛ جاريسون، 18؛ جرانت، 18؛ جاريت، 17؛ جافين، 16؛ آيفي، 14؛ جراهام، 12؛ جاتلين 12؛ جيتس، 11؛ ليلي، 10 سنوات؛ جريشام، 8؛ جالاكس، 6 وأوبي، 4.

وتحمل العائلة اسم «32 Feet Up» وبسبب تلك المغامرة جمعت أكثر من 17000 متابع على فيسبوك، وكتبوا عبر الصفحة إنهم وصلوا أخيرًا لقمة الجبل أما الأم «بيتيس» فقد روت كواليس الرحلة قائلة إن اثنين من الأطفال ليسوا على الطريق بدوام كامل ولكنهما يتنزهان مع العائلة حسب ما يسمح به عملهما وجداولهما الزمنية.

الرحلة فرصة للترابط

خلال الرحلة الطويلة التي شهدت فيها الأم وأبناؤها مزيجًا من الارتفاعات والانخفاضات على مسار AT أثناء قيامهم بالمشي لمسافات طويلة وتسلق أكثر من عشرة أميال يوميًا، كانت فرصة مهمة لتقاربهم حيث الضحك واللعب وحل الخلافات التي نشبت بينهم، وكانت سببًا لتفرقتهم لكنهم على ما يرام وعادوا من جديد. قالت «بيتيس»: «خلال الرحلة كنا نضحك في طريقنا خلال كل شيء، إنها سخافة بعض الأشياء التي نقوم بها أثناء تكوين الذكريات والترابط الذي نأمل أن يستمر لأجيال».

وعن سبب الرحلة قالت لمجلة نيوزويك إنها قررت القيام برحلة أحلامها وعبور مسار AT عندما بدأت تلاحظ بدء ظهور الشقوق داخل عائلتها بعد أن مرت بوقت عصيب وسط الإنفصال عن والد الأطفال وإغلاق شركتين عائليتين، وبعد أن لاحظت الخلاف، قررت استخدام حبهما للمشي لمسافات طويلة وحقائب الظهر لإعادة التواصل مع أطفالها في رحلة الشفاء.