كتب: آية أشرف -
10:58 م | الخميس 24 أغسطس 2023
داخل شوارع منطقة المرج، بمحافظة القاهرة، تخرج «إسراء أحمد» عاملة النظافة، من الساعة الرابعة قبل رفع آذان الفجر، وحتى الساعة الثالثة عصرًا، وهي تحمل طفلتيها على ظهرها وذراعيها، ترتدي ملابس عملها وتبدأ رحلتها في تنظيف الشوارع والطرقات، وتنتهي من أمام صناديق القمامة، قبل أن تعود لمنزلها وتبدأ رحلة جديدة رفقة زوجها وبناتها وأعمال منزلها.
منذ 3 سنوات مضت، شدت السيدة العشرينية رحالها من الفيوم وحتى القاهرة، إذ تزوجت من رجل يكبرها بعدة أعوام ويعمل عاملا بأحد مطاحن الدقيق: «أنا من الفيوم، وجوزي شغال في شبين القناطر في مطحن، خدنا شقة في المرج، وقررت أنزل أدور على شغل عشان نساعد بعض، خاصة إني ولدت على طول وجوزي فاضل ليه سنتين ويطلع على المعاش».
مهنة خلف الأخرى مرت عليها «إسراء» بشكل سريع لكن لم تستقر في واحدة منهما، خاصة مع ظروف الحمل والإنجاب، قبل أن تصبح عاملة نظافة: «اشتغلت في محلات ومصانع، وده اللي لقيته لأني مش متعلمة، لحد ما قررت أكون عاملة نظافة، مرتبها أفضل وبقدر أنزل ببناتي خاصة إن معايا بنت سنة ونص وبنت تانية 4 شهور».
الخروج من الساعة الرابعة قبل الفجر، وحتى الثالثة عصرًا ساعات تقضيها السيدة رفقة طفلتيها بالشوارع، يمر عليها العديد من الحكايات، وتمر حكايتها معها وهي تسير على قدميها وتقوم بتنظيف الشوارع من القمامة، وبعد الانتهاء من عملها تعود لمنزلها لإنجاز احتياجات بيتها.
شعور بالحب والامتنان لزوجها رغم الإرهاق في العمل، يسيطر دومًا على عاملة نظافة المرج، وفقًا لحديثها لـ«هُن»: «أنا اتجوزت من 3 سنين، وبقالي سنة ونص شغالة، حالتنا المادية مش أحسن حاجة وهو بيشتغل وأنا بساعده، احنا شركاء وعندنا بنتين، لازم نكفيهم ولازم نتشارك».
ظروف مادية قاسية منعت إسراء منذ سنوات من التعليم، إلا أن حلم محو الأمية بات يراودها حتى الآن: «نفسي أتعلم حلم حياتي حد يساعدني وأمحو أميتي، نفسي بس أقدر أفك الخط وأعرف أقرأ كتاب ربنا».