كتب: آية أشرف -
09:51 م | الخميس 17 أغسطس 2023
صورة غلب عليها الحسرة والحزن، لطفلة صغيرة متجولة بإحدى محطات مترو حلوان، لا تمتلك سوى استغاثة بالنظرات، من مرض خطير ترك علاماته الداكنة على فمها وأصابعها، تشير لمعاناة كبيرة بقلبها، لا يمكنها البوح بها، ربما لحالتها المادية أو لعدم علمها بمعاناتها من الأساس، تاركة صورتها تتحدث عن معاناتها، لتضج بمواقع التواصل الاجتماعي «انقذوا حبيبة».
«حبيبة فراج» تعيش بشارع بولاق، تذهب من الصباح الباكر لظلام الليل تحاول بيع منتجاتها على أمل توفير نفقة علاجها من مرض مجهول لا تعلم عنه شيئ، قبل أن يتكاتف رواد مواقع التواصل الاجتماعي معها، مطالبين بعلاجها الذي تكفل به الدكتور جمال شعبان، عميد القلب السابق، والذي أعلن اليوم عن نجاح عمليتها.
واليوم زف الدكتور جمال شعبان بشارة لمتابعيه بشأن حالة حبيبة الصحية بعد العملية، مدونًا: «حبيبة بتبعت لكم السلام بكرا هتنتقل من العناية المركزة لحجرة عادية»
ومع انتشار صورة تبعث الأمل عن حالة حبيبة، عادت بأذهان الرواد الصورة القديمة، بتفاصيل حالتها الصحية.
قصة مأساوية بدأت من تدوين أحد رواد «الفيسبوك» الذي نقل أزمة حبيبة على لسانها في منشور مُرفق بصورتها، قائلًا: «البنت زي ما أنتو شايفين شفايف زرقه وصوابع إيديها ورجليها كلها زرقة».
وأضاف: «عندها مشاكل في القلب واتكلمت معاها قالتلي أمي ميتة وعندها سنة وأبويا بينزلني عشان أجيب فلوس أروح بيها المستشفى، ساكنه في بولاق ياريت لو في دكتور قلب ينقذ البنت، حرفيًا شكلها ممكن تموت في أي لحظة، شكلها يقطع القلب ممكن ننقذها ونساعدها ربنا يجعله في ميزان حسناتكم».
لم تمر ساعات طويلة على صورة الفتاة الصغيرة، إلا وتدخل الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب الأسبق، مطالبًا بمعالجة الطفلة والبحث عنها: «الفيسبوك كله شغال منشن لجمال شعبان شوف البنت دي، اللي بتبيع في مترو حلوان شفايفها زرقاء والله أنا جاهز لاستقبالها حد يجيبها لي، هعملها فحوصات قلب مجانًا، خدام تراب مصر، وخادم قلوب مصر والإنسانية».
لم يمر الكثير على منشور طبيب القلب إلا وحاول العديد إيصاله بالطفلة، بل قرر البعض الذهاب لمركزه بـ«حبيبة» لتلقي الفحوصات اللازمة.
حالة مرضية صعبة عانت منها الطفلة صاحبة الـ 13 عامًا، بسبب ولادتها بعيب خلقي، وفقًا لما أكده «شعبان» في تصريحات تلفزيونية بعدما نجح المصريون في إيصاله بالفتاة: «اتعملها فحوصات ومصابة بضمور في الصمام الثلاثي، وتضخم في البطين الأيسر، وضمور في البطين الأيمن، وثقب بين الأذنين».
وأوضح الطبيب حينها، إنه تم إجراء الجراحة على مرحلتين، بسبب معاناتها من نقص مزمن في الأكسجين.
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب السابق، بشرى سارة عبر حسابه الرسمي، مؤكدًا إنه تم تجهيز الطفلة حبيبة «بائعة المترو» حينها لجراحة القلب، قبل أن يعلن اليوم عن نجاح العملية ونقلها لغرفة عادية.
