رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قصة زواج أمريكية ومصري عمرها 25 سنة: عشان خاطره عشت في أوضة بـ«الوايلي»

كتب: آية أشرف -

08:18 م | الجمعة 02 يونيو 2023

ويندي ومجاهد

قبل 25 عامًا، لم تتوقع الفتاة الأمريكية «ويندي»، أن تتحول حياتها رأسًا على عقب، بعدما تركت بلادها قادمة إلى مصر للدراسة، إذ لم تعد فقط تهتم بدراسة التاريخ والأدب، بل باتت تبحث عن أصول الحضارة والدين الإسلامي، تتحرك عيناها يمينًا ويسارًا باحثة عن الشاب المصري، الذي تقدم لمساعدتها دون مقابل، لتنتقل من حي «الدقي»، حيث مكان سكنها، إلى منطقة «الوايلي» الشعبية، بعدما تزوجته.

تدور الأيام بل السنوات، ولم تعد «ويندي» الفتاة الأمريكية الشابة التي تحضر للسياحة أو الدراسة تحمل همًا، لا تنظر إلى مصر سوى إنها لوحة جميلة وحضارة عريقة، بل أصبحت زوجة وأم تبحث عن أسس تربية الأبناء، وتعلم الدين، وإتقان الطهي المصري، تحمل عن زوجها الكثير، ويتحملها دومًا وأبدًا، طيلة 25 سنة زواج، بحسب حديثها لـ«هُن».

ساعدني بدون مقابل أو مضايقة

تعود السيدة الأمريكية، بالذاكرة، إلى 25 عام مضت، تتذكر تلك الفتاة التي كانت تتجول في شوارع العاصمة، وتتنقل بين محافظات البلاد، بفساتين ملونة متوسطة الطول، وشعر كيرلي أصفر، تحاول تعلم اللغة العربية، تتلعثم مرات، وتصل للنطق السليم مرة، تقطن بحي الدقي بجانب جامعتها، قبل أن تتعرف على الشاب المصري «مجاهد»: «لما شوفته اعتقدت أنه أني لما أسأله على أي سؤال، هيطلب مقابل فلوس، أو يساعد بطريقة مش لطيفة، لكن الحقيقة كانت عكس كده تمامًا». 

لم يكن «مجاهد» مجرد شاب عادي، الفتى الأسمر الذي كان يعمل صباحًا ببازار أمام منطقة الأهرامات، ويدرس السياسة والاقتصاد، ويعمل ليلًا في محل صاغة بالدقي، إذ يعتمد على نفسه في كل شيء: «شخص مكافح وبيساعد وبيعرف لغتي، فكان التواصل بينا سهل، ومجرد ما اتكلمنا كان ودود وبيساعد جدًا، من هنا بقينا أصحاب، وبدأ يطلب مني أترجمله دراسات، وأنا كمان أخليه يوريني تفاصيل البلد».

طلب الزواج بعد 6 شهور من التعارف

صداقة ومساعدة تحولت لإعجاب متبادل، قبل أن يطلب منها «مجاهد» الزواج، بحسب روايته: «قلتلها نتجوز وأنا شخص بعتمد على نفسي، وهسافر وهقدر أوفر ليها المعيشة الكويسة، كان في بينا إعجاب واتفاق، لكن ماوافقتش على الجواز، إلا لما تسافر وتشوف رأي أهلها».

تعب مفاجئ أصاب «مجاهد» دفع «ويندي» لزيارته بالمنزل ورؤية أهله ومعيشته البسيطة في منطقة «الوايلي»، إذ تقول: «لما تعب روحت البيت شوفت أهله وأخواته واصحابه، زورتهم وكنت بقعد على الأرض أساعده وأقدم له التمريض، وحبيت أهله وحبوني، ومن هنا قررت لما أروح أمريكا أفاتح أسرتي في موضوع الجواز». 

والدتي قالتلي هتتجوزي عمر الشريف.. وأختي حذرتني

ردود مفاجئة من أسرة الشابة الأمريكية «ويندي»، بعدما كشفت عن رغبتها في الزواج من مصري مسلم، إذ رحبت الأم، إلا أن شقيقتها ظلت تحذرها: «لما قولت لماما كان عندها خلفية إن الشخص ده هو اللي بيساعدني فرحبت جدًا، وقالتلي هتتجوزي عمر الشريف، لأنه كان ممثل معروف كمان عندنا، لكن أختي خافت من الاختلافات والمسافات، لكن أقنعتها أنه شخص طيب وأهله طيبين».

أشهرت إسلامي لما سمعت الأذان قبل الزواج 

لم تكتف الفتاة بتعلم اللغة العربية، بل بات فضولها يذهب نحو الدين الإسلامي: «طول عمري بخاف من صوت الميكرفون العالي، لكن في يوم وقت سماع آذان الفجر، حسيت بسلام كبير وراحة، وقتها قولت لازم أعرف الدين الإسلامي واقرأ عنه، وطلبت منه يوديني المساجد الكبيرة الآثرية أعرف تاريخ أصحابها، وفجأة أشهرت إسلامي قبل كتب الكتاب بـ10 أيام، من غير ما حد يتدخل أو يقولي حاجة، ولوحدي لبست الطرحة». 

3 أفراح وشهر العسل في الإسكندرية 

3 أفراح في ليلة واحدة، احتفل خلالها «مجاهد» و«ويندي» بزفافهما، إذ كان الأول بمشيخة الأزهر، ثم حفل شعبي في شوارع الوايلي، وليلة داخل فندي شهير على النيل: «احتفلنا بكذا طريقة عشان نرضي الكل، لبست فستان رقيق وعملت شعري، وكنت سعيدة ومبسوطة، وبعد الفرح قضينا أسبوع في الإسكندرية على البحر، واتعرفت على المدينة بجمالها».

عشت في أوضة في الوايلي وبحب أعمله بامية وكبدة

غرفة في شقة أسرة «مجاهد» بالوايلي، جمعت الزوجين، بعد عودتهما من شهر العسل: «عشت وسط أهله في أوضةـ حبيت جوهم وحبيت طريقة حبهم ليا، واتعملت عشانه الأكل المصري، حتى لو مش بحب أكله زي الملوخية والكبدة، بحب أعمله كمان بامية، بس فاشلة في المحشي».

عايشين في أمريكا والإجازات في «الوايلي»

لم ينتظر الثنائي كثيرًا في مصر، فطموح «مجاهد» كان بدون حدود، إذ سافر لأمريكا وبدأ عمله بالمقاولات والبورصة وغيرها، حتى أصبح مسؤولًا في مكان عمله، بحسب حديثه: «سافرنا وهناك بدأت أشتغل بدراستي وخبريتي وشهادتي، وربنا كرمنا وعملنا بيت هناك، وخلفنا بنتين كمان، وكل خطوة بنعملها سوا بننجح فيها سوا، لكن كل الإجازات بنقضيها في مصر، تحديدًا وسط أهلي في الوايلي في الأوضة اللي اتجوزنا فيها».

«حليمة» و«ليلى»، ثمرة زواج «مجاهد وويندي»، إذ أنجبهما في أمريكا: «طبعًا كل إجازة هما هنا في مصر متعلقين بأهل باباهم وبالمنقة، بيتعلموا عربي، وبيقرأو قرآن، بنتي حليمة الصغيرة، قررت تتحجب لكن الكبيرة لا، وعندنا كل واحد على راحته، طالما مش بيتعدى القيم والأخلاق». 

«ليلى» هتتجوز أمريكي مُسلم بيتكلم عربي

ربما تسير الابنة الكبرى «ليلى» على نهج والدتها، إذ تعرفت على شاب أمريكي الجنسية، لكنه مسلم يقطن بمصر ويتحدث العربية، خلال إحدى عطلاتها هنا، لتنشأ بينهم قصة حب كللت بالزواج: «بنتي الكبيرة هتتجوز أمريكاني مُسلم بيتكلم عربي، بيحبوا بعض وهيبنوا نفسهم سوا زي مانا عملت زمان»

عندنا شقتين على النيل وبيت في أمريكا

كرم واسع ورزق كبير للأسرة الأمريكية المصرية، إذ استطاع «مجاهد» اليوم تجهيز منزلين على النيل، للمكوث بأحدهما خلال تواجدهما بمصر، إلا أنه ما يزال فؤادهما مُعلق بالمنطقة الشعبية: «طبعا شقق جميلة وهنعيش فيها، رغم إن 25 سنة كان أحلى ما فيهم زياراتنا للوايلي وسط ناسه وأهله»، وتحلم «ويندي»، بأن يشيب رأسها رفقة زوجها ورفيق دربها، الذي لم يخذلها منذ 25 عام.