كتب: ريهام مصطفى -
09:51 ص | الإثنين 08 مايو 2023
اكتشف أصدقاؤها موهبتها في الرسم مصادفة عندما كانت جالسة بين الطبيعة، فأخرجت ورقة وقلم ورسمت بأناملها الذهبية شكل الطبيعة حولها، لينبهر بها زملائها بالمدرسة، وشجعوها على الرسم، مؤكدين لها أنها موهوبة دون أن تدري، ومن هنا انطلقت «فاطمة أشرف» ابنة محافظة الدقهلية، في طريقها حتى أصبحت تبدع في فن الرسم باستخدام السيراميك والزجاج.
التقت «الوطن» بـ«فاطمة أشرف» صاحبة الـ 24 عاما، قائلة إنها التحقت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، حبا في الرسم، بعدما أخبرني زملائي في المدرسة بأنني موهوبة، وانضمت إليهم والداتي التي شجعتني ودعمتني بكل ما تملك، لافتة إلى أن المدارس كانت تقيم مسابقات في الرسم، قائلة «كنت التحق بها، وأنال المراكز الأولى ومن ضمنها محافظة الدقهلية نظمت مسابقة باسم لمحات من الهند، يحضرها مسؤولون من المحافظة ومن دولة الهند، وأحرزت المركز الأول في المسابقة، لدرجة أن مسؤول الحفل هندي الجنسية أعجب برسمتي وأخذها معه كتذكار».
أضافت الفتاة العشرينية «قالت لي والدتي سأظل بجانبك حتى تلتحقي بكلية الفنون الجميلة، لو حتى سافرتي خارج المحافظة، لم أصدق حينها ظننتها تمزح في البداية، لأن الرسم في مجتمعنا من الفنون المهمشة، أمي كانت عكازي الذي أتكئ عليه في رحلتي مع الرسم، وبالفعل صدق تنبؤ أمي والتحقت بكلية الفنون الجميلة، وتطورت في الرسم حتى تخصصت في فن الفسيفساء أو الموزاييك، وهو استخدام قطع من السيراميك أو الزجاج أو الاحجار، في تكوين الصورة، وتعطي شكلا جميلا ومتماسكا وكأنها لوحة ثلاثية الأبعاد».
وأوضحت «فاطمة» أن هذا الفن ليس سهلا، لأنه يحتاج إلى دقة بالغة في تركيبه، وتنسيق الألوان يشبه إلى حد ما لعبة البازل، ويستخدم هذا الفن في الفنادق الكبرى والمساجد والكنائس، لأنهم يعتمدون عليه اعتمادا كليا في الزينة كديكور لما له من منظر جميل وملفت وجذاب وزخرفي، التصميم الواحد قد يستغرق مني من 3 أسابيع إلى عدة أشهر على حسب شكل الرسمة وحجمها».
وعلى نفس السياق، تشرح فاطمة عن فن الفسيفساء، قائلة «أرسم رسمة عادية في ورقة خارجية على شكل وردة مثلا وأقوم بتلوينها وبعد ذلك أطبعها على قطعة خشب وأجمع السيراميك أو الزجاج على حسب الأدوات المتاحة، وأبدأ بتنسيق الألوان، وأقوم بتكسير السيراميك عن طريق أدوات خاصة، وأبدأ برص السيراميك المقطع على المكان المطلوب في الرسمة بدقة متناهية، بواسطة الغراء حتى تلتصق قطعة السيراميك أو الزجاج في الخشب».
تحلم الشابة العشرينية في تطوير فن الموزاييك الزخرفي أو الزجاجي وهو من الفنون القديمة، مرددة «الرسم ليس قلم رصاص وورقة بيضاء وألوان فقط، الرسم هو علم وبحر كبير من الفنون المختلفة، وطموحي أن أمارس هذا الفن وأتوسع فيه تحديدا في الفنادق الكبرى، ومن يريد ممارسة فن الفسيفساء يحتاج إلى الصبر والنفس الطويل والأهم أن يحب ما يعمل حتى يتقنه».