كتب: آية أشرف -
08:54 م | الأربعاء 08 فبراير 2023
«يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ» هكذا كان قول الله العلي العظيم، الذي انطبق حرفيًا على الطفلة السورية التي حاوطتها العناية الإلهية لتخرج من رحم والدتها المتوفاة أسفل الأنقاض لتظل صرخاتها بين الرُكام، وسط عائلتها التي ذهبت أرواحهم جميعًا اثر الزلزال في بلدة جنديرس شمال سوريا، لتخرج الطفلة التي لاحول لها ولا قوة، تبصر على العالم، دون أن تجد لها عائلة، فوالدتها ووالدها وأشقائها وعمتها جميعا لفظوا أنفاسهم الأخيرة أسفل الزلزال المدمر لتبقى هي وحيدة، بعدما استطاع عمال الإنقاذ الوصول إليها، متصلة بالحبل السُري بوالدتها التي كانت ميتة بالفعل.
من بين الآف الضحايا، كانت للرضيعة مشاهد مأساوية، إذ ولدت بعدما فقدت أسرتها بالكامل اثر الزلزال، لتظل تصرخ بين الضحايا، قبل أن تصل لها قوة الإنقاذ، لتخرج للعالم مولودة جديدة لا تزال متصلة بالحبل السري مع والدتها المتوفية
وذكر أحد أقارب الأسرة، أنهم وجدوا جثث الوالدين والعمة أولًا، قبل أن يسمعوا صوت الصرخات ليجدوا المولودة ما زالت متصلة بالحبل السري مع والدتها، قبل نقلها للمستشفى وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء «فرانس برس».
ونشرت «bbc العربية» الصور الأولى للطفلة، داخل الرعاية بمستشفى عفرين السورية، والتي أكدت أنها بحالة جيدة رغم الظروف المدمرة التي ولدت بها.
كانت صحيفة «lebanondebate»اللبنانية نشرت تفاصيل الحالة الصحية للطفلة، إذ أكد أخصائي الأطفال هاني معروف الذي عالجها في مستشفى عفرين أن «الطفلة كانت تعاني من برودة شديدة في أطرافها وحرارة داخلية منخفضة، إذ أمضت ساعات تحت الأنقاض، عند وصولها إلى المستشفى».
متابعا: «أجرينا لها إسعافات أولية وأعطيناها الكاليسيوم عبر الحقن الوريدي لأنها بقيت لساعات من دون رضاعة، كما عانت من الكدمات خلا تواجدها داخل رحم والدتها بسبب الزلزال»، موضحا أنها ولدت بعد 7 ساعات من الزلزال.