يتمايلن ويتراقصن على أنغام الموسيقى الكلاسيكية كالفراشات التي تتنقل بين الأغصان والأشجار، ليحققوا حُلمًا كان صعب المنال بالنسبة لهم كونهن من ذوي القدرات الخاصة، التي تفرض عليهم ظروفهن وتقتصر عليهن بعض النشاطات كما يعتقد البعض، لكنهن بداخلهن مخزون من الطاقة والحيوية استطعن تفريغها خلال الانضمام لفريق الباليه التي أسسته الشابة هايدي سمير وصديقتها نهى وصفي، لدمج الفتيات وسط المجتمع والعروض المسرحية المختلفة التي تظهر مواهبهن وقدراتهن.

فريق باليه وتحفيظ قرآن ورسم

فكرة الفتيات اللواتي أسسن فريق الباليه للقادرون باختلاف، التي يقدمن العروض التدريبية على مسارح الأوبرا، حتى يتثنى لهن الاندماج وسط المجتمع وإبراز مواهبهن الفنية، وروت نهى وصفي، واحدة من مؤسسات الفريق كواليسه خلال حديثا لـ«الوطن»، قائلةً: «فن الباليه هو واحد من الفنون التي يستطع الإنسان تفريغ الطاقة السلبية الموجودة باداخلهم، خاصة ذوي القدرات الخاصة والهمم إذ يتعرضن لضغوطات مختلفة بسبب اعتقاد عدم قدرتهم على فعل المستحيل، لذا قررنا تأسيسي أكاديمية  arts Studio والتي تقدم دورات لأنشطة مختلفة لتنمية مهارات الاطفال مثل الباليه وتحفيظ القرآن و الرسم و الـ kickboxing ».

الشابة نهى وصفي، تعمل كمدربة للباليه منذ 9 أعوام، كان حلمها الذي يطاردها طوال حياتها هو تأسيس أكاديمية خاصة بها، والتي استطاعت تحقيق حلمها مؤخرًا، مضيفةً: «قابلت هايدي من سنتين وهي مدربة باليه حاليا في الاكاديمية، عرضت عليا فكرة استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن برامج الاكاديمية وأنا رحبت بالفكرة جدا وبدأنا نعلن ان إحنا بنرحب بذوي الاحتياجات الخاصة».

دمج وخصم على الاشتراك 25%

حاولت الفتيات الدمج بين الاطفال العاديين وبين ذوي الهمم والقدرات الخاصة خلال الحصص التدريبية، مشيرة: «بيكون عندنا دمج في الكلاسات بين ذوي الاحتياجات و باقي الاطفال عادي يعني بيتمرنوا زيهم زي أي حد مفيش مشكلة وكمان بيكون في خصم علي مصاريف الاشتراك ليهم حوالي25٪».

وعن كواليس اختيار الفتيات من ذوي الهمم لدروس الباليه، قالت: «في البداية لما حد جديد بيقدم عندنا بنقعد مع ولي الأمر ونفهم تفاصيل الحالة كلها ولو في نقاط ضعف معينة لازم نركز فيها لو في طريقة تعامل معينة لازم نتبعها، وعلى الأساس بنقدر نحدد طريقة التعامل في التمرين، لان مش كل الحالات اللي بتجيلنا بتكون نفس طريقة التعامل، في حالات صعبة الاستقبال مثل التوحد ولديهم مشكلة في الاجتماعية والتعامل مع الناس».

ربما تختلف طبيعة كل حالة عن غيرها، وهو ما تحاول المؤسسة تداركه في المتقدمين للإشتراك، إذ هناك حالات يصعب التعامل معها وقبولها ضمن الفريق: «في حالات تستدعي وجود أستاذ متخصص للتعامل معها، وفي حالات بيكون رقص الباليه خطر على حالتها الصحية، التعامل في البداية بيكون من خلال التجربة في أكثر من طريقة في التعامل، يتم التعامل مع الفتيات بما يتناسب قدراتهن الجسدية والعقلية، خاصة أصحاب متلازمة داون».