كتب: سمر صالح -
09:17 م | الجمعة 20 يناير 2023
ترتدي ملابسها المخصصة لتلك المهمة الصعبة، التي تخوضها بتمكن شديد في كل شتاء، خاصة مع موجات الأمطار الشديد وأوقات النوة، تتحرك بسرعة ورشاقة، حيث تقتضي المسؤولية التي حملت نفسها بها، تتعامل بثقة تامة تلتفت إليها أعين الناظرين معجبين بجرأتها، اختارت التطوع في عمل لم تعلم عنه شيئًا من قبل، لكن ما العيب في أن يعمل المرء ما يحب ليساند به جيرانه، هكذا ناجت «نسرين» نفسها، وانطلقت في تجربتها.
منذ أربع سنوات، اعتادت نسرين عبد الدائم، التطوع في مختلف أحياء محافظة الإسكندرية، حيث تسكن، ضمن فرق الصيانة وعمال الصرف الصحي أثناء شفط مياه الأمطار، تتلقى إخطارا بغرق أحد الشوارع أو تضرر أحد المنازل، فتسرع لارتداء بدلة عازلة للماء «أفارول»، بحسب روايتها لـ«الوطن»: «أوقات كتير المطر بيوقف حركة الشوارع، وفي بيوت بتتضرر منه، وقررت أساعد أهلي وجيراني ومش مكسوفة وأنا واقفة مع عمال الصرف».
«بحب التطوع لأنه بيخليني أحس بفايدة، وبحب أساعد الناس حواليا»، تقول السيدة السكندرية، التي تداولت صفحات الإسكندرية صورها في الأيام الأخيرة، بعد أن شهدت المحافظة موجات مختلفة من الأمطار، تسببت في غرق بعض الشوارع، وتلف محتويات بعض المنازل.
مخاطر كثيرة قد تتعرض لها الأم لثلاثة أبناء، منها أسلاك الكهرباء العارية في بعض المنازل المتضررة، لكنها تتوخى الحذر أثناء قيامها بالمهمة التي تطوعت بها، واحترفت التعامل معها، معتبرة المجهود الذي تفعله تطوعا متنفسا لها عن متاعب الحياة: «أنا منفصلة عن زوجي، ومسؤولة عن 3 أولاد لوحدي، وبلاقي نفسي في التطوع وبشغل وقتي بمساعدة الناس»، بحسب تعبيرها.
نظرات استغراب من بعض المارة، كانت ترمقها في بعض الأحيان، لم تلتفت إليها الأم السكندرية، فهي وبحسب قولها، لا تفعل شيئا تخجل منه، ولا فرق بين الرجل والمرأة في التطوع ومساعدة الآخرين.
ليست المرة الأولى التي تتطوع فيها نسرين، في أعمال تهدف لخدمة المجتمع المدني، كثيرا ما بذلت جهدا واضحا في مساعدة المصابين بفيروس كورونا في ذروة الأزمة لرعايتهم: «أدمنت التطوع ومبسوطة فيه».